لا تزال كل من قيادة «فتح» في لبنان والعميد محمود عيسى (اللينو) يستعدّان، كل على حدة، للاحتفال بذكرى انطلاقة الحركة وإضاءة شعلة الثورة الفلسطينية في عين الحلوة. الاحتفالان المرتقبان في وقت واحد اليوم، في البراكسات حيث مقر قيادة الأمن الوطني الفلسطيني وفي حي صفوريه حيث مقر «اللينو»، أثارا اهتمام المرجعيات اللبنانية أكثر من اهتمام أوساط الفصائل الفلسطينية التي سيشارك معظمها في الاحتفالين. فقد أفادت مصادر مواكبة بأن عدداً من المرجعيات السياسية والأمنية المعنية بالملف الفلسطيني أجرى اتصالات برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان في محاولة لتوحيد الاحتفالين وتفادي إضاءة شعلتين خشية من انعكاسهما شقاقاً داخل صفوف «فتح» في المخيمات. وفي اتصال مع «اللينو» أكد أنه ماض في تحركه ولم يتلق طلباً لبنانياً بإلغاء احتفاله. في حين أن أوساط قيادة الحركة تصر أيضاً على عدم المساس باحتفالها لأنه «المركزي والشرعي».
أمس بدا المخيم هادئاً نائياً بنفسه عن همّ الاحتفالين. القوى الإسلامية نقلت عن المجموعات المتشددة نأياً مماثلاًً، مستغربة الشائعات التي تحدثت عن مخططات تحضرها لاستهداف الجموع المشاركة في البراكسات وصفوريه منها بانتحاري يفجر حزاماً ناسفاً وسط الحشود. «اللينو» أكد أنه قادر على حماية منطقة احتفاله أمنياً وتأمين المشاركين الذين سيحضرون من المخيمات. مع ذلك، وضع رئيس فرع استخبارات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور المخيم في دائرة الخطر، معرباً عن خشيته من استهداف الاحتفالين لبث الفتنة وإشعال المخيم. في هذا الإطار، اجتمع أمس في مكتبه بكل من «اللينو» وقائد قوات الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب وممثل «عصبة الأنصار» الإسلامية أبو شريف عقل لنقل مخاوفه وتحذيراته.
المصادر لفتت إلى سلة من العقوبات ستتخذها قيادة الحركة بحق عناصرها وضباطها الذين ينوون المشاركة في احتفال الضابط المجمدة عضويته منذ أكثر من عام. فيما تعهد «اللينو» باستقطاب المفصولين وتحمل مسؤولياته تجاههم لأن «القضية مسألة مبدأ لاستعادة كرامة الفتحاويين ممن سرقها من العصابة الحالية»، في حين تلقى عدد من الإعلاميين اتصالات من أوساط قريبة من القيادة والسفارة الفلسطينية تتمنى عليهم عدم تغطية احتفال «اللينو» لكي لا يتبنوا التحركات الخارجة عن الشرعية.