IMLebanon

لوثة الارهاب غير مقتصرة على «حزب الله»؟!

غريب امر رئيس تكتل التغيير والاصلاح رئيس التيار الوطني العماد المتقاعد ميشال عون كيف ربط مصيره السياسي والوطني بحزب الله، حيث لم يعد احد يرحب به في فرنسا او في دولة اوروبية، خشية ان يقال عما يجمعه مع حزب الله نتيجة حتمية لحال من التصرف المقنع بنوع من الارهاب الذي  يستحيل على الحزب التنصل منه بعد طول اتهام بانه تنظيم ارهابي، بدليل ما يقال في الاوساط الدولية والعربية ان الحزب لم يقدر على التنصل من هذه التهمة، قياسا على ما يفعله في سوريا تحديدا وفي ما يقال عنه في بعض العواصم العربية ومنها دول في مجلس التعاون الخليجي التي ترى في بعض تصرفات الحزب تدخلا في شؤونها، لاسيما في دولة البحرين حيث  كانت ردود فعل على اليد الشيعية العاملة التي تأثرت بصورة واضحة؟

وما يقال عن حزب الله في اوساط عربية واوروبية يقال مثله واكثر في الاماكن التي كان «الجنرال» عون يريد زيارتها من غير ان يلقى قبولا مع العلم ان غيره من السياسيين اللبنانيين يقابل فيها بالترحاب، من غير ان يكون لعون رد فعل على ما حصل معه في دول ردت على رغبته في زيارتها ظروف مسؤوليها لا تسمح لهم بعقد لقاءات معه، بعكس ما حصل مع عشرات السياسيين اللبنانيين الذين زاروا فرنسا والفاتيكان ودولا عربية اخرى مثل المملكة العربية السعودية وقطر ومصر في ازمنة متقاربة، حسمت بنتيجتها رفضها زيارة عون وشخصيات من جماعة التكتل والتيار من غير ان تنفع وساطات ومراجعات قامت بها شخصيات لبنانية تنشط في المغتربات؟!

وبالنسبة الى ما سبق، فان الادارة الاميركية ردت سلبا على دعوات مغتربين لبنانيين كانوا يرغبون في ترتيب زيارات لعون، مثلما قام به اخيرا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عدد من مدن اميركية، بما في ذلك ربط المغتربين بوطنهم الام قياسا على ما قامت به شخصيات لبنانية اخيرا من جولات على مناطق الاغتراب كل ذلك لم يشجع الادارة الاميركية على الترحيب بعون، قناعة من البيت الابيض والخارجية الاميركية وشخصيات في الكونغروس بان علاقة الجنرال بحزب الله لا تشجع على اعتباره ضيفا سياسيا كما غيره من الذين زاروا اميركا من غير اي احتجاج على لقاءاتهم بالمغتربين.

وما يقال عن الادارة الاميركية يقال مثله واكثر عن الادارة الفرنسية وعن الدوائر المختصة في الفاتيكان، حيث لم يعد اي ديبلوماسي اجنبي او عربي يزور عون، خشية توضيح ملابسات منعه من زيارة دولهم، واضطرار هؤلاء السفراء والديبلوماسيين الى القول ان ما يحول دون استقباله يعود الى علاقته  المشبوهة بحزب الله، الامر الذي حال لاحقا دون اضطراره للقيام بزيارة رسمية الى الجمهورية الاسلامية في ايران، كي لا يقال انه غير مرحب به في غيرها من الدول.

هذه الامور لا ينظر اليها بخفة سياسية كما يحاول البعض القول عنها انها لن تؤثر على سمعة عون ونظرة الخارج اليه، فيما تبدو بعض مواقف الداخل منها انها ضرورية في حال كانت رغبة لاعادة تقويم قدرة عون على التصرف بالنسبة الى الشؤون الداخلية والاقليمية والدولية، حيث يقال بصريح العبارة ان «الجنرال فقد بريقه اللبناني بعد طول تحكم  بقدرته على الحركة السياسية وما اليها من شؤون وقضايا ذات علاقة بالامور  السياسية المؤثرة في الحياة العامة قياسا على  كل ما تقدم بالنسبة الى نظرة العرب والغرب اليه؟!

والذين يرون عبر نظرة تشاؤمية الى واقع حال العماد عون لا بد وان يكونوا على طرفي نقيض معه، لاسيما ان قدراته الداخلية تقلصت بنسبة كبيرة جدا، أدت تكرارا الى منع وصوله الى قصر بعبدا في زمن كان حلفاء عون يتوقعون له نتائج مغايرة لا تمنعه من جني ثمار رئاسة الجمهورية الى ان تبين للجميع انه اقل قدرة من غيره على التصرف السياسي، بدليل تهربه عن قصد من مواجهة خصمه اللدود رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي عرف كيف يخاصم عون من غير حاجة الى ان يكون في مواجهة حتمية مع حزب الله الذي يتطلع بدوره الى حوار مع تيار المستقبل، وصولا الى محاورة حزب القوات حيث لا يعقل ان تبقى العلاقة شبه نافرة بين الحزب والقوات والادلة على ذلك اكثر من ان تحصى، من غير حاجة الى التوقف عند الاستحقاق الرئاسي العالق في «زلعوم» قوى 8 اذار؟!

وفي عودة الى عدم توفر حرية الحركة للعماد المتقاعد فان المعروف عن علاقته بالدول الغربية والعربية على السواء غير مشجعة طالما بقي على علاقة لا يحسد عليها مع حزب الله، فضلا عن ان الحزب مستمر في سعيه الى تطويق قدرات عون السياسية في محيطه المسيحي؟!