Site icon IMLebanon

إجتماعات متواصلة لقوى 14 آذار لبلورة مبادرة جديدة لإنهاء الشغور الرئاسي

مبادرة نصر الله للتسوية الشاملة تتصدّر حوار الحزب وتيار «المستقبل» الأسبوع المقبل

إجتماعات متواصلة لقوى 14 آذار لبلورة مبادرة جديدة لإنهاء الشغور الرئاسي

التيار الأزرق ينتظر توضيحات حول طبيعة التسوية للحكم ما إذا كانت ستفتح كوّة في الجدار

تنعقد في الأسبوع المقبل الجولة الحادية والعشرون من الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل، في ظل مناخات أكثر تفاؤلاً خيّمت على الساحة الداخلية منذ دعوة أمين عام الحزب السيّد حسن نصر الله إلى تسوية شاملة، ومن باب أولى أن تحضر هذه المبادرة على بساط البحث في هذه الجولة، سيّما وأن رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري، سارع إلى الترحيب بها والإستعداد لملاقاتها في منتصف الطريق من دون أي تحفظات.

وإذا كان من السابق لأوانه، وفق تقديرات المصادر السياسية الحكم مسبقاً على نتائج هذه المباحثات إلا أنها في أقل تقدير تؤسّس لنقلة نوعية في الاتجاه الصحيح الذي كان مقفلاً تماماً أمام الجميع، وفي مطلق الأحوال تفتح كوّة في الجدار المسدود بانتظار أن تنضج الأمور، وتُصبح كل الأجواء مهيّأة لبلورة التسوية الشاملة للأزمات الداخلية، بدءاً من إنتخاب رئيس جمهورية وانتهاءً بإعادة تكوين السلطة بما فيها تشكيل حكومة وإجراء إنتخابات نيابية.

وفي تقدير المصادر نفسها أن السيّد نصر الله ما كان ليطلق مبادرته لو لم يصل إلى قناعة بأن الوضع الداخلي لم يعد يحتمل، وأنه لا بدّ من خطوات عملية للخروج من هذه الحالة.

وحتى الآن أظهرت ردود الفعل على هذه المبادرة، رغبة عند كل الأطراف في وجوب إلتقاطها، والتعامل معها بالإيجابية المطلوبة من دون التسرّع بانتظار صدور توضيحات جديدة من أمين عام حزب الله على طبيعة التسوية وآلياتها خصوصاً وأن طرحه جاء في ظل استمرار التباين بين الأفرقاء الداخليين حول مواصفات رئيس الجمهورية، وتمسّك حزب الله بترشيح العماد عون كونه الأكثر تمثيلاً على الساحة المسيحية.

وتعتقد المصادر السياسية أن هذه النقطة بالذات ستكون محور البحث في الحوار الثنائي المقبل بين الحزب والتيار الأزرق، حتى إذا تمّ التوصّل إلى تفاهم حولها، يُصبح الانتقال إلى الأمور الأخرى والوصول إلى تفاهمات حولها مُتاحاً، أما إذا كان الحزب لا يزال متمسّكاً بترشيح العماد عون ومبادرة أمينه العام مبنيّة على هذا الترشيح فلا يبقى من معنى للمبادرة، ولا للبحث عن تسوية شاملة، وبالتالي سيكون مصيرها كغيرها من المبادرات التي أطلقها فريق الرابع عشر من آذار ومنها مبادرة الرئيس سعد الحريري قبل وبعد تشكيل الحكومة الحالية، وقبل وبعد تورّط حزب الله في النزاع السوري إلى جانب الرئيس بشار الأسد وضربه بعرض الحائط سياسة الحياد التي يعتمدها لبنان وتحذيرات باقي الفرقاء من التداعيات السلبية لهذا التورّط على الساحة اللبنانية الداخلية، فضلاً عن أن لقوى الرابع عشر من آذار تجارب سابقة مع الحزب على هذا الصعيد حيث لم يحترم، وفق كلام قيادي بارز التزاماته سواء بالنسبة إلى اتفاق الدوحة وإقدامه على إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري بتقديم وزرائه ووزراء حلفائه استقالة جماعية خلافاً لتعهداتهم في الدوحة بعدم الاستقالة من الحكومة أيّاً كانت الأسباب والمسبّبات وسواء بنكله لكل الاتفاقات الأخرى وكان آخرها إعلان بعبدا.

وفي موازاة الحوار الثنائي بين الحزب والتيار الأزرق تتوالى الاجتماعات بين قوى الرابع عشر من آذار من أجل وضع مبادرة سياسية جديدة تُخرج البلد من التأزّم القائم، وكشفت مصادر مطّلعة عن أن النقاشات في هذه الاجتماعات أحرزت تقدّماً على هذا الصعيد قد يُعلن عنه في خلال الأسابيع القليلة القادمة كمبادرة من هذه القوى لتسوية لبنانية شاملة، تنطلق من الاتفاق على انتخاب رئيس جمهورية توافقي، يليه تشكيل حكومة إنتقالية تقتصر مهمتها على إصدار قانون جديد للإنتخابات وعلى الإشراف على إجراء إنتخابات نيابية يلي ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثّل فيها كل الأطراف السياسية على أن لا يملك أي طرف حق الفيتو أو الثلث المعطِّل وتتكرر تجربة حكومة الرئيس سعد الحريري التي شكّلت بموجب اتفاق الدوحة وما لبث حزب الله وحلفاؤه في الثامن من آذار أن انقلبوا عليه.

ورغم ذلك، فالأنظار تتجه إلى الاجتماع الثنائي الواحد والعشرين بين حزب الله وتيار المستقبل على أمل أن يفتح الباب أمام الدخول الجدّي في حوار بين الفريقين الأساسيين للوصول إلى تسوية شاملة بسلّة واحدة أو في عدّة سلّات.