Site icon IMLebanon

تناقضات 8 آذار تفرمل مفاهيل «تفاهم معراب»

تتناقض التعقيدات المحيطة بالإستحقاق الرئاسي مع كل التوقّعات التي كانت مرسومة الأسبوع الماضي عندما تمّ الإعلان عن تفاهم «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» في معراب. فتصنيف هذا التفاهم بأنه خطوة كبيرة في مسار تسريع عملية ملء الفراغ الرئاسي، اصطدم بسرعة، وكما كشفت مصادر نيابية في 14 آذار، بواقع مفاجئ لدى أكثر من مرجعية سياسية توقّفت عند صدمة «تفاهم معراب»، وباتت تطلب المزيد من الوقت لدرس كل الحسابات التي من شأنها أن توضح متطلّبات المرحلة المقبلة، وذلك لا يقتصر فقط على الصعيد الداخلي، بل على الصعيد الإقليمي الذي بات يعتبر اليوم، وبحسب هذه المصادر، العنصر الرئيسي في الإستحقاق. ولفتت المصادر نفسها، إلى ما كشفه البطريرك الماروني بشارة الراعي، غداة عودته من الفاتيكان، من خلال التعبير عن تشاؤم لافت إزاء مصير الإنتخابات الرئاسية التي ما زالت مرشّحة للتأجيل لعدة جلسات ما بعد جلسة 8 شباط المقبل.

وأكدت المصادر أن الجهود المتعدّدة الإتجاهات التي تقوم بها القوى المعنية بـ«تفاهم معراب»، ستقف عند إصرار الأطراف الفاعلة في فريق 8 آذار على التمسّك بجملة عناوين مطروحة منذ بدء الشغور الرئاسي، ولكن من دون أن تجد سبيلاً إلى الترجمة. وبالتالي، فقد اعتبرت هذه المصادر أن هناك «قطبة مخفية» وراء المماطلة بتحديد التوجّه السياسي العام لدى فريق 8 آذار بشكل خاص، وعزت هذا الواقع إلى مناخ المراوحة الذي تتمسّك به قوى الثامن من آذار، وذلك بانتظار تظهير صورة المشهد السوري قبل الموقف الإيراني، بعدما بدأت ساحة الميدان في سوريا تشهد تطوّرات عسكرية تندرج لصالح النظام السوري أولاً، وتطرح معطيات جديدة على طاولة التسوية السياسية التي ستنطلق في جنيف قريباً.

وفي تقدير المصادر النيابية ذاتها، فإن من شأن هذا الواقع الإقليمي أن يبقي الأبواب موصدة بإحكام أمام أي تطوّر دراماتيكي يسرّع التسوية السياسية في لبنان، وليس فقط الإستحقاق الرئاسي، وذلك لأن فريق 8 آذار يرفض أي مقاربة للإنتخابات الرئاسية من دون تفاهم سياسي كامل يشمل أكثر من عنوان مطروح اليوم على طاولة الحوار الوطني، كما على طاولة الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله». وأضافت أنه تحت تأثير هذه الضغوط الخارجية والداخلية، يبقى «تفاهم معراب» الإطار الوحيد المطروح اليوم في النقاش الرئاسي، ولكن من دون أن يعني ذلك أنه بات وسيلة التفاهم الداخلي لإتمام هذا الإستحقاق، الذي بات مشوباً بالعديد من العقد التي جعلته مستعصياً على أي حلول محلية مهما كانت مهمة وتاريخية.

وقرأت المصادر عينها، في الموقف التشاؤمي لبكركي من جهة، وموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حول تفعيل الحكومة من جهة أخرى، مؤشّراً بارزاً على أن العوائق كبيرة جداً أمام سلوك جلسة 8 شباط طريق الإنتخابات الرئاسية. كما أكدت أن المناخات الإيجابية التي ظهرت على الساحة الداخلية منذ الإعلان عن هذا التفاهم في معراب، باتت تتطلّب اليوم أكثر من خطوة مماثلة لدى الفريق الآخر، أي حلفاء العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، للصمود في وجه الإرتباطات بالمحاور الإقليمية التي جعلت من حسم الملف الرئاسي معلّقاً عند ترشيح شخصيتين من فريق الثامن من آذار، من دون أن يتفق كامل أعضاء هذا الفريق على واحد منهما، ليصار إلى إتمام الإستحقاق الرئاسي.