هل ينتهي «الدلع السياسي» في لقاء جلسة الحوار التي رحلها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى 5 من الجاري، ام يتحول «الدلع» المذكور الى ميوعة سياسية في وقت يتربع فيه البلد سعيداً على عرش نفاياته السياسية منها والعضوية ايضا، ولعل المضحك – المبكي تقول اوساط متابعة، ان الميثاقية التي اخترعها الرئيس نبيه بري الذي يعتبر نفسه ام الصبي سرعان ما حاول «التيار الوطني الحر» مصادرتها وحصر التمثيل المسيحي بنفسه في وقت ترفض فيه مجموعات مسيحية اختصار المسيحيين بتيار واحد في لعبة الغاء دفع المسيحيون ثمنها غالياً في حروبهم العبثية، فاذا كان «للتيار» حصة وزارية في الحكومة الا ان الامر ينسحب على «الكتائب اللبنانية» التي استقال وزيرها الان حكيم منها في وقت رفض الوزير سجعان قزي ان تملى عليه قرارات كونه سيد نفسه كما تقول الاوساط، وكما «الكتائب» فان وزراء «المردة» والوزراء المستقلين يشكلون حيثية مسيحية وبمجموعهم سقطت حجة الميثاقية كورقة حاول البرتقاليون استعمالها لفرض املاءاتهم في التعيينات الأمنية، مهددين بالتصعيد واللجوء الى الشارع دون ان يحسبوا ان مرحلة قيادة الجنرال ميشال عون للتيار هي غيرها مع الوريث لرئاسته، كون اسياد الشارع وماليئه بالحشود طردوا خارج الهيكل البرتقالي الذي قام على التفاهم.
وتضيف الاوساط ان اللاعبين على الحلبة الحوارية تناسوا او يتناسون واقع الحل لا سيما وان البلد الصغير مهدد بكيانه وكينونته خصوصاً وانه متخم بخلايا «داعش» النائمة والتي يتم ايقاظها بالتقسيط وغب المناسبات، فالعبوة الناسفة التي زرعت في الاول من امس على مستديرة كسارة على الطريق الدولية وادت الى سقوط ضحية وجرح 11 شخصاً بعضهم اصابته حرجة، ليست الاولى ولن تكون الاخيرة كونه سبق وان تم استهداف سيارة «لحزب الله» في الموقع نفسه كما استهدف احد الاشخاص من ال الكردي ما يطرح السؤال حول مدى قدرة العين الامنية للاجهزة في وضع النقطة المذكورة تحت المراقبة المستدامة، خصوصا وان ثمة مخيمات للنازحين السوريين تتوزع في المنطقة ناهيك بوجود متشددين اسلاميين معروفين في البلدات القريبة منها.
وتشير الاوساط الى ان الروايات اختلفت حول المستهدف بهذه العبوة هل هو احد مواكب حركة «امل» في مناسبة تغييب الامام موسى الصدر، ام ان الهدف اغتيال شخصية سياسية اثناء مرورها في المنطقة، واذا كانت حركة «امل» قد سارعت بنفي ان تكون المستهدفة عبر احد مواكبها، الا ان ترويج احتمال اغتيال شخصية معينة ليست في مكانها الصحيح، كون العبوة تدل على نفسها فهي عبارة عن 5 كلغ او اكثر من المواد المتفجرة ثم حشوها بعشرات من الكرات الحديدية والمسامير لايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا وهو اسلوب استخدمه «داعش» في العمليات التي قام بها انتحاريون في الضاحية، بينما العبوات التي استعملت في بعض اغتيالات اقطاب 14 آذار فكانت عبوات «قمعية» يوجه فيها عصف الانفجار المستهدف، وهذا ما يفسر وفق الخبراء في علم المتفجرات تناثر جثامين المستهدفين اشلاء على مساحات واسعة من منطقة الانفجار، الا ان توقيت العبوة التي زرعت على مستديرة كسارة وفي يوم احياء ذكرى الامام الصدر دليل على ان «داعش» لن يوفر اية مناسبة بعد الان لتمر مرور الكرام فهل يصحو اهل الحوار على الواقع المرعب ام انهم سينامون نومة اهل الكهف؟