طابخ السم
ثلاث مرّات في أقل من أسبوع تحدّث سماحة السيّد حسن نصرالله عن الانتخابات، وأنّه على استعداد أن يعرّض نفسه للمخاطر الجدية ويذهب الى بعلبك كي لا يرسب جميل السيّد لأنّ بشار الأسد طلبه منه نائباً، وطلب بشار عزيز على قلبه، والأعز أنّ جميل السيّد ليس مذنباً وليس بريئاً لأنه يمكن، في أي لحظة، أن تطلبه المحكمة الدولية، طبعاً من حق بشار الأسد، الرئيس المجرم، أن يخاف، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد قتلوا، بدءًا باللواء غازي كنعان، الى اللواء رستم غزالي، الى اللواء جامع جامع، الى بطل المقاومة الذي لم تلد الأمهات له مثيلاً عماد مغنية، الى ابن عماد مغنية، الى مصطفى بدر الدين (…) واللائحة تطول.
لم ننتبه لأهمية بعلبك لولا حديث السيّد عن الانتخابات التي ستجرى في أيار، وكانت الأمور عادية في نظرنا، خصوصاً وأنّ بشار الأسد طلب من نصرالله أن يأخذ جميل السيّد في اللائحة بديلاً لممثل حزب البعث عاصم قانصوه، سبحان الله ما هذه المصادفة؟ وما هي أسباب هذه الأهمية القصوى؟!.
النقطة الثانية التي تحدّث عنها السيّد هي الفساد… بالفعل عندنا اقتناع راسخ بأنّ «حزب الله» يستطيع أن يلجم التجاوزات والفساد في المناطق التي يهيمن عليها ولا وجود للدولة فيها كالبقاع شرقاً وغرباً وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية.
النقطة الثالثة: تبيّـن، من أسف شديد، أنّ أهم معامل الكابتغون هي في مناطق «حزب الله»… وهناك اسمان، تحديداً، معروفان وذكرا في الإعلام، ولكننا لن نذكرهما حرصاً منا على قدسية المقاومة.
النقطة الرابعة- الكهرباء: نتساءل دائماً لماذا أقيل الوزير جورج فرام أيام الرئيس الراحل رفيق الحريري؟ ولماذا من يومها ولغاية اليوم لم يأتِ الى هذه الوزارة إلاّ من هم في 8 آذار؟
بالمناسبة نتذكر أنّ الوزير محمد فنيش كان قد أعدّ مشروعاً مهماً جداً للكهرباء تسبّب بإقالته وإنهاء دوره في الحكومة التي كان يشغل وزير الطاقة فيها.
ونود أن نسأل سماحة السيّد نصرالله: هل تعرف سماحتك أنّ أسعد نكد استطاع أن يوفّر الكهرباء 24 على 24 لزحلة وجوارها؟ ألم تسأل نفسك: كيف يستطيع مهندس أن يحقق هذا الإنجاز وأنت وحزبك العظيم منذ دخولكم في الحكومة والندوة البرلمانية أي منذ مطلع التسعينات وحتى اليوم… ألم تسألوا أنفسكم: ماذا فعلتم؟
النقطة الخامسة: تتحدث سماحتك عن الموضوع الاقتصادي وأنت تعلم أنّ دخل لبنان الحقيقي يأتي من السياحة العربية خصوصاً من المملكة العربية السعودية ومن سائر دول الخليج العربي! وأنت تعلم أنه منذ انخراطكم في الحرب السورية لم يعد السياح العرب يأتون الى لبنان، وأنّ حقيقة المشكلة الاقتصادية خصوصاً في أزمة العقارات سببها مواقفكم من المملكة ودول الخليج، إذ لا يصدر عنك كلام إلاّ تحمل عليهم.
النقطة السادسة: تتحدث عن المال السياسي في الانتخابات.
الرئيس سعد الحريري قال لك بالفم المليان إنه لا يملك المال… أمّا الاتهام بأنّ السعودية وأميركا وسواهما والعالم كله يريد رأس المقاومة، فهذا للاستهلاك الانتخابي ليس إلاّ، وأنت تعلم أنّ أميركا لو كانت تريد فعلاً رأس المقاومة لما كانت لتماطل عشر سنوات في الحوار حول النووي الايراني، ثم انّ هذا النظام الطائفي – المذهبي (ولاية الفقيه) هو من سيّئ الذكر كيسنجر وجرى التخطيط له منذ العام 1973، وهنا نلفت الى أنّ الوضع الاقتصادي في إيران أسوأ بكثير مما هو في لبنان، إذ ارتفع سعر الدولار على «التومان» (وحدة العملة الايرانية) من 5 الى 50000! (خمسين ألفاً)!
عوني الكعكي