IMLebanon

طبخة التسوية لم تنضج بعد؟

أسئلة كثيرة حول “اللقاءات الرئاسيّة”، ومواقف الكتل النيابيّة والتكتلات السياسيّة، وما إذا كان الوضع اللبناني يتهيّأ لمتغيّرات جديّة، سواء تم التوافق على مرشّح معيَّن أم انفخت الدفُّ وتفرّق العشاق؟

في رأي سياسي أن ما حصل في باريس أدى في لبنان إلى خلط أوراق سياسيّة وعلى نطاق واسع، وبسرعة فائقة، ولا بدّ أن تتّضح صورته، وتفاصيله، وتوجهاته خلال الفترة المقبلة. حتى لو تأخّر التوصّل إلى تفاهم على شخص الرئيس والتسوية السياسية الشاملة التي كثر الحديث عنها واللغط حولها.

إنما المهمّ الآن هو مواجهة الفراغ الذي يتحوّل تدريجاً إلى مخاطر ومحاذير وعواقب معقّدة، سيكون من الصعب جداً على اللبنانيّين مداراتها، أو معالجتها، ولا حتى تخفيف أضرارها، ما لم يصل العلاج الرئاسي سريعاً.

وهنا بيت القصيد. حقاً، لا بدّ من ملاقاة هذا الفراغ، بل هذا الوحش الذي يكاد يفترس البلد الصغير، بحلول مقنعة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهوريّة حيث تنقشع للحال تلك الغيوم السوداء وتلك الأفكار والهواجس الشيطانيّة.

ولكن، كيف ومتى وعلى أي برّ سيرسو المركب التائه؟

أما ماذا عن التسوية السياسيّة الشاملة، وهل تكون البداية قبل الرئيس، أم معه، أم بعد تشكيل حكومة إنقاذ تزرع الثقة في صدور الناس، فهذا ما لم يتبلور بعد. وما لم يتمّ التوصّل إلى توافق على رئيس معيَّن، فإن الوضع السيئ للغاية سيظلّ يراوح مكانه.

كثيرة هي الأسئلة، وكثيرون هم الذين يلحّون لمعرفة “الحقيقة” بالنسبة إلى ما حصل في اللقاءات المعروفة وتلك التي لم يعلم بها أحد، غير أن الكلام لا يزال يدور في حلقات شبه مفرغة.

وهذا يعني أن لا مفرّ من الانتظار مرّة أخرى ومن الآن حتى ظهور قرارات الأحزاب والتكتّلات النيابيّة الكبيرة، وذات التأثير المباشر على خطوة سياسيّة بهذا الحجم.

آراء متعدّدة، ومتناقضة جداً سمعتها من سياسيّين ونواب وحزبيّين ومحايدين، تصبّ جميعها في سلّة التخمينات القديمة التي لا تقدّم ولا تؤخّر.

لم تنضج التسوية المطلوبة بعد؟

ربما. إلا أن الأوان لم يفت. فباب الحلّ فُتِح أمس الذي عبَر. والناس منهم مَنْ فوجئ وتوخّى الخير مما حصل. ومنهم مَنْ لم يبدِ اهتماماً، استناداً إلى اقتناع راسخ لدى معظم اللبنانيّين بأن لا حلّ للبنان إلا متى بدأت الحلول في المنطقة. وحالات المنطقة معقّدة للغاية. وهيهات أن تطلّ ملامح انفراجات أو حلول في المدى المنظور…

من هنا، من هذه الصورة، من هذه الحقيقة، يجب النظر إلى ما أنتجته وأنجزته لقاءات باريس، وما يمكنه أن يؤدّي إلى جلاء الوضع السياسي عاجلاً لا آجلاً.

وقبل أن ينقلب سحر الفراغ على السحرة.