IMLebanon

التنسيق بين التيار والقوات لمواجهة ثنائية فرنجية – الحريري بلغ ذروته

التنسيق بين التيار والقوات لمواجهة ثنائية فرنجية – الحريري بلغ ذروته

ورقة رئاسية قائمة على قانون انتخاب جديد وترتيبات في الحكم والحكومة

ينظر حلفاء إيران في لبنان إلى أن تصريح ولايتي على أنه نعي لنظرية فرنجية بديلاً للأسد

يرى مرجع سياسي رفيع انه «لو ان مبادرة الرئيس سعد الحريري في اتجاه ترئيس النائب سليمان فرنجية حصلت قبل شهر، لكنتُ جزمت بأن لا مستقبل لها. لكن مع التطورات المحيطة بلبنان، لا بد من قراءة مسارها بعناية:

1- جرت المبادرة، في وقت ما فتئ البعض يكرر ان اي حل رئاسي لا بد ان يمرّ برئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بحيث يكون في صلب اي تسوية، مقررا لا شاهدا.

2- ان الحريري الذي كان لفترة من الزمن خارج دائرة التأثير اللبناني والاقليمي بفعل التعثر المالي الذي اصاب مؤسساته والتطورات السياسية والتغييرات على مستوى المنطقة، كان في حاجة ماسة الى احداث خرق ما. وليس افضل من الباب الرئاسي لتحقيق هذا الخرق. لذلك هو بادر الى حيث في امكانه احداث اكبر قدر من التأثير وخلط الاوراق، اي من باب ترشيح سليمان فرنجية، حليف بشار الاسد في لبنان. وهو استطاع فعلا احداث هذا التأثير، وعاد محور اهتمام فريقي النزاع في لبنان، وداعميهما الاقليميين.

3- ثمة وجه شبه بين ترشيح فرنجية من باريس وترشيح العماد ميشال عون من روما. يومها كان البلد يبحث عن حكومة تمام سلام. واستطاع الحريري من خلال مفاوضة عون ولقاء وعد شفهي، مراكمة المكاسب في الحكومة لجهة الحقائب والمهام والوظائف. حينها قبل عون بوزيرين من تياره في مقابل 3 من حزب الكتائب الذي يبلغ تمثيله النيابي (5 نواب) ربع التمثيل العوني (20 نائبا).

4- على الأرجح، ستستمر اصداء مبادرة الحريري بالتفاعل. ويكون بذلك قد حقق ما اراد من رمي الحجر في المياه الراكدة، ومن إثارة من أراد اثارته سياسيا من الأقربين والأبعدين، لغرض التذكير بحجم او دور، او الحثّ على الإقدام!».

في المقابل، ثمة من بين القريبين من العماد عون من يجزم ان كل ما حدث وسيحدث في الفترة القليلة المقبلة ما هو الا زوبعة في فنجان رئاسي انطلاقا من مجموعة معطيات، ابرزها:

أ- ان من يعمل على طبخ التسوية بات يدرك ان للمسيحيين القدرة الكاملة على التعطيل او على إفساد ما يحاك في الشأن الرئاسي، لذا لا بد لهذا البعض من ان يتريث ويعود خطوة الى الوراء. وهو ما فعله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي ابطأ في الايام القليلة الفائتة اندفاعته تجاه ترشيح فرنجية، بعدما كان في طليعة المقدمين، وهو أفصح على لسان وزير الصحة وائل ابو فاعور ان رئيس اللقاء الديمقراطي ورئيس تيار المستقبل «صاغا بتكامل» التسوية الرئاسية.

ب – يدرك كل من يعمل على هذه التسوية ان «المومنتوم» الذي بانت بوادره في ما حكي عن لقاء ايراني – سعودي في فيينا (لم يتخط الدقائق العشر)، استهلكته عودة التصعيد، في اليمن (مع حرب الاستنزاف الحاصلة) وفي لبنان (إدراج حزب الله في لائحة الارهاب السعودية وإنزال قناتي الميادين والمنار عن القمر عرب سات بقرار سعودي).

جـ – اسقط علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الايراني علي الخامنئي، بالضربة القاضية كل من كان يروج ان فرنجية في لبنان سيكون بديلا لبشار الاسد في سوريا وان انتخابه بمثابة تأمين خروج آمن للأسد من سوريا وتأمين للمصالح العلوية في النظام المقبل.

وسبق لولايتي ان قال ان الرئيس السوري «يعتبر الخط الأحمر للجمهورية الإسلامية، فهو الذي انتخبه الشعب السوري، وان الشعب السوري يجب ان يقرر مصيره بنفسه، وليس هناك خارج حدود سوريا من يمكنه أن يقرر بدلاً عن الشعب السوري».

وينظر حلفاء ايران في لبنان الى هذا التصريح على انه نعي لنظرية «فرنجية بديلا للأسد».

وكان «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» قد زخّما تنسيقهما حيال ثنائية فرنجية – الحريري. وانتقل الاتصال بينهما الى مستويات أعلى، مع ما تردد عن زيارة رئيس التيار الوزير جبران باسيل معراب السبت الفائت ولقائه برئيس حزب القوات سمير جعجع. ومن غير المستبعد ان يلتقي العماد ميشال عون وجعجع، بحيث يكون اجتماعهما تكريسا لهذا التنسيق المباشر، في حال تبين لهما مضي الحريري في ترشيح فرنجية.

وثمة من المراقبين من يشير الى ان هذا التنسيق بين التيار والقوات بلغ مستوى غير مسبوق، في ظل الحديث عن قرب توقيع ورقة رئاسية سرية مشتركة بين الزعيمين المسيحيين تقوم على ترشيح جعجع لعون ضمن ثوابت سياسية (في حال تأكد لهما سير الحريري قدما بترئيس فرنجية)، في طليعتها التزام عون بقانون انتخابات جديد يجري التوافق عليه بينهما، اضافة الى مروحة من الترتيبات تتناول موقع المسيحيين في الحكم والحكومة والإدارة.