Site icon IMLebanon

Cornet حافة الحرب

دخل لبنان بالأمس مرحلة شديدة الخطورة عنوانها: «fire-and-forget» أي «أطلق وأنسَ»، والمصطلح يُطلق على صاروخ الكورنت الروسي [بالروسية: ??????] ، أو [Cornet] وهو صاروخ مضاد للدروع، موجّه ومصوّب بأشعة ليزر، بحيث يصوّب الرامي الصاروخ نحو الهدف ويوجه علامة تصويب الصاروخ حتى إصابة الهدف، مع فارق دقيق وخطير في التقنية لأنه ومنذ ذهب حزب الله باتجاه قرار مواجهة مع إسرائيل علينا أن نقول: «أطلق… ولا تنس»!!

 منذ أيامٍ عشر، بل تحديداً بُعيد أحد مقتلة غارة القنيطرة التي استهدفت موكباً إيرانياً في «مزرعة الأمل»، وخلافاً لرأي كثير من المحللين الذين سارعوا ليؤكدوا أنّ حزب الله ليس في وضعٍ يسمح له بالردّ على الغارة الإسرائيليّة، كتبنا في هذا الهامش مؤكّدين أنّ مأزق حزب الله في سوريا ومأزق إيران ونظام بشار الأسد قد دخل مرحلة استنزاف مميتة تكاد تكون مرحلة غرق نهائيّ في الرمال المتحركة السورية، التي لن ينقذ «ثلاثية الممانعة» هذه منها إلا فتح جبهة حرب واسعة مع إسرائيل ولأكثر من سبب، منها أنّ إيران تترنّح تحت وطأة انهيار أسعار النفط، وتمويل الحرب في سوريا ومناطق مختلفة من المنطقة العربيّة وهذا يستنزف قدراتها المالية والاقتصادية، وكذا الحال بالنسبة لنظام الأسد المفلس والذي قد يجد في حربٍ على إسرائيل فرصة لفرض نفسه مفاوضاً على التهدئة مثلما فرضت التجربة «حماس» مفاوضاً لإسرائيل، أما حزب الله، فهو يحتاج وبشدّة حرباً قد يجد فيها مخرجاً لأزماته الكثيرة علّه يستطيع أن يجرجر نفسه للخروج من الوحل الأسدي، والعودة إلى قناع «المقاومة» و»قتال» إسرائيل!!

لم يكن سرّاً أن حزب الله يمتلك صواريخ Cornet، إذ سبق وكشف موقع «ISRAEL DEFENSE» المتخصص في الشؤون الأمنية أن الحديث يجري في إسرائيل عن خشيتها من انتقال كمية من هذه الصواريخ من روسيا إلى سوريا ومنها إلى حزب الله، ومردّ القلق الإسرائيلي أن إحدى مميزات هذا الصاروخ المطور عن النسخة القديمة منه هو أنه يمكن استخدامه في الجغرافية الطبيعية لجنوب لبنان، إذ يمكن تركيبه على منصات متحركة سهلة ومختلفة، كما يمكن هذا الصاروخ إطلاق ما لا يقل عن رأسين متفجرين في نفس الوقت…

بالأمس شمّر القلق عن ساعديه وقرع الباب اللبنانيّ بعنف، وخيّم الخوف على الشعب اللبناني الذي لا يقيم له حزب الله أي حساب، إذ انصرف إعلامه إلى «التطبيل» و»التزمير» عبر «شعب المقاومة» الذي سمعنا منه «نفس الأسطوانة القديمة المشروخة»: «ولادي وأهلي وبيتي فدا المقاومة»، طبعاً مع الأخذ في الاعتبار أن الحزب سيدفع لاحقاً ثمن كلّ هؤلاء بشراً وحجراً…

لا؛ لا لبنان ولا شعبه «فدا» «مقاومة إيران»، بالأمس بلغ لبنان «حافّة الحرب»، والأيام المقبلة حافلة بالتوتّر والترقّب، ويكذب من يقول أنه يستطيع أن يقرأ أفق الأحداث أو توقعها، فقط؛ نسأل الله أن يلطف بلبنان وشعبه من حزب الله وصواريخه ومن الشرّ الإسرائيلي الذي لا يعرف حدّاً لوحشيته.