يبدو خارج الفهم والاستيعاب فشل العلماء حتى الآن عن التوصل إلى عقار ولقاح للقضاء على فيروس كورونا أو للوقاية منه!
فهل هو عجزٌ موصوف أو تراه متعمّداً من «أصحاب القرار» في هذا العالم وفق مخطط جهنمي يكثر الكلام عليه؟.
الناس العاديون، أمثالنا، لا يملكون جواباً. فقط ثمة إستنتاجات غير مبنية على حقائق، فلا تصمدُ أمام الواقع المتمثل بهذا الفيروس الذي يصول ويجول، ويجتاح الأمصار والأقطار، باثاً الخوف والرعب ناثراً سمومه في كل مكان، فلا يملك أحدٌ القدرة على تداركه إلا جزئياً بالوقاية المنزلية.
ليس من دليل على العجز أكثر من الإستنجاد بدواء يعود إلى مطلع القرن العشرين الماضي، توصّل إليه علماء ذلك الزمان لمكافحة الملاريا، فوُفّقوا بالرغم من ضعف الإمكانات العلمية. وهو ما يجدر التوقف عنده بكثير من الإهتمام. يومها لم يكن هناك «إنترنت» وسرعة التواصل مع العالم كله، ولم تكن من وسائط تواصل إجتماعي تضع الحقائق (والأكاذيب أيضاً) في متناول كل من يملك حاسوباً في بيته ومكتبه أو في هاتفه الجوال. وكان لا بدّ يومذاك من مرور عقود ليصبح «الكمبيوتر» في الخدمة وحجمه يملأ قاعةً كبرى. ومع ذلك وُفّقوا في التوصّل إلى عقار ناجع.
فأيّ سرّ في عجز العاجزين اليوم، الذين برغم تقدّم وتطوّر العلم إلى حدّ المعجزات يتحكّم بهم القصور ليس فقط عن ردّ التحدي لهذا الفيروس بل أيضاً لأنهم لا يملكون جواباً عن مصدره، وعن حقيقة قدراته، وعن تحديد موعد حاسم لوقف تصاعده، وعن الحدّ من سرعة انتشاره، وهل هو من إنتاج الإنسان؟ ومن صنعه؟ ولماذا؟ أو أنه من تفاعل طبيعي وكيف؟
إنها بعضٌ من الأسئلة التي تطرح ذاتها بذاتها بإلحاح فتزيد في الغموض غموضاً وتُضيف إلى القلق خوفاً ورعباً، وتجعل الإنسان نزيل المِحبَسين: حبس المنزل وحبس الأسئلة الكبرى المشوبة بالهلع.
أهملَ الإنسان الطبيعة وابتعد عن الله. وأدى الجشع (على مستوى الأفراد والجماعات والحكومات والدول) إلى التنكّر للحقائق الأساسية التي رافقت النشوء. راح الإنسان يلهث وراء المادة ويبرّر الكذب بالشطارة، والسرقة بالبراعة، وأكل حقوق الآخر بالنباهة، ومخالفة الطبيعة حتى في حميمياته بالحرية، وإسقاط القيم والمبادئ والأخلاق بأنظمة وقوانين شيطانية.
هكذا وجد إنسانُ العصر تبريراً للموبقات والأخطاء والخطايا وضرب البيئة و… لكنه لا يجدُ تبريراً واحداً مقنعاً لعجزه عن مواجهة فيروس هو أصغر من أن تراه العين المجردة. فسبحان الله.