بدأت الحكومة بتطبيق إجراءات التخفيف من التعبئة العامة تدريجاً، إلّا أنّ الحديث عن موجة «هستيرية» ثانية لفيروس «كورونا» في لبنان لا يزال يلوح في الأفق، فعادت الحياة إلى «شبه طبيعية» في حين لا تزال عملية إجلاء اللبنانيين المغتربين قائمة، خصوصاً أنّ أعداد الإصابات في اليومين الماضيين أتت كبيرة بين الوافدين.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة أمس تسجيل 12 حالة جديدة، 6 منها من الوافدين (حالات وافدة من ليبيريا، سيراليون، فرنسا، والمملكة العربية السعودية) بحسب تقرير وزارة الصحة اليومية، و6 منها من المقيمين وكلّها من المخالطين. كما سُجّلت حالة وفاة جديدة، ليبلغ عدد الوفيات 26 حالة.
الى ذلك، توفي اللبناني ابراهيم حسن حسون (55) عاما في دبي متأثرا باصابته بفيروس كورونا. تبلغت عائلته في بلدة البابلية منطقة الزهراني بخبر وفاته.
وبخصوص «الموجة الثانية» للفيروس التي يتردّد الحديث عنها، أشار مستشار وزير الصحة الدكتور إدمون عبّود، في حديثٍ لـ»الجمهورية»، إلى أنّ «هنالك موجة ثانية لفيروس «كورونا»، إن لم تحصل الآن فستكون في أوائل فصل الخريف مع عودة الجوّ البارد»، مؤكّداً أننا «لن ننتهي من هذا الفيروس وسيلازمنا، إلّا أنّه ليس من الممكن الاستمرار بالإقفال التام للبلد، فإننا نفتح تدريجاً ضمن خطة منسّقة بين الوزارات لكي لا يكون وَقع الموجة الثانية قويّاً جدّاً ولكي لا تدمّر القطاع الصحي مثلما حصل في بلدان مثل إيطاليا وغيرها».
ولفت عبّود إلى أنّه «على اللبنانيين الاتّكال على مناعتهم»، داعياً إلى القيام بـ»مناعة القطيع» (هي شكلٌ من أشكال الحماية غير المُباشرة من مرضٍ مُعد، وتَحدث عندما تكتسبُ نسبة كبيرة من المجتمع مناعةً لِعدوى معينة)، مشيراً إلى أنّه «لا حلّ إلّا بأن يُصاب المواطنون ويتماثلون للشفاء تدريجاً من دون أن ينهار النظام الصحي، بانتظار اللقاح والعلاج الفعّال لنتخلّص من هذا الفيروس».
وفي إطار عودة اللبنانيين، قال: «يستقبل كلّ من طاقم الترصّد الوبائي وفرق الحجر الصحي والمتطوّعون الطائرات التي تصطحب اللبنانيين المغتربين بشكلٍ منظّم، تفادياً لأي خطأ»، مشيراً إلى أنّه «نظرياً، إذا دخل الوافدون من دون إجراء فحص الـPCR وإن لم يتمّ الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، فستزيد حتماً الإصابات، إلّا أننا تفادياً لذلك، نُخضع الجميع للفحوصات، وبحسب النتيجة، إمّا ينقل المصاب إلى مستشفى الحريري أو يطلب إلى الذين صدرت نتائجهم سلبية ملازمة الحجر الصحي. من هنا تكمن أهمية الإلتزام بتعليمات الحجر وعدم الاختلاط لمدّة 14 يوماً، وضرورة مراقبة الوزارة لهؤلاء الأشخاص بطريقة فعّالة، وإلّا سيكون الإنتشار محتّماً».
جديدة القيطع
وفيما أفيد انّ عدد المصابين بفيروس كورونا في محافظة عكار بلغ حتى الآن 41 حالة، أخذ الفريق الطبي التابع لوزارة الصحة 50 عيّنة في جديدة القيطع من أشخاص خالطوا أحد المصابين بالفيروس، على أن تُفحص العيّنات في مختبرات مستشفى المظلوم في طرابلس. وفي بلدة رحبة، ارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا الى 4، تبعاً لفحوص الـPCR التي أتت إيجابية لكن من دون عوارض صحية، وجميعهم من المغتربين في سيراليون وليبيريا كان قد قدموا مؤخراً.