«كورونا» ينتشر بسرعة. وها هو يتحوّل من ڤيروس محدود في الزمان والمكان الى وباء ثم الى جائحة. ونود بداية، أنْ نثني على الجهود المبذولة من وزارة الصحة ومستشفى رفيق الحريري والصليب الأحمر اللبناني. ولكن ليؤذن لنا، في الوقت ذاته أن نضع اليد على القلب خوفاً من هذه الجائحة التي باتت عالمية بإمتياز، إذ إنها تخطّت الحدود والآفاق وضربت حيثما كان وكيفما كان، فاجتاحت بلداناً عديدة.
والمعلومات التي تنهال، من دون توقف، من مختلف أنحاء العالم تحمل نذر شرٍ كبير.
هل نحن على قدر المواجهة؟ الأطراف الثلاثة التي ذكرناها أعلاه تقوم بواجبها من دون أدنى شك، وهي التي لم تكن على استعداد كونها لم تكن على سابق معرفة… ولكن هل الإمكانات المتوافرة كافية؟!
ونود أن ندعو وزارة الصحة ووزارة الإعلام التي تقوم أيضاً بواجبها في هذا المجال، أن تكلفا هيئة تتولى «غربلة» الأخبار و«المعلومات» التي تردنا يومياً، بالمئات والآلاف، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، فتنبئنا بأيها يراعي الحقيقة وأيها يدخل في إطار الشائعة.
إنّ اللبناني المنهك، أصلاً بالتطورات الاستثنائية التي تدور على الحلبة الوطنية، وجد نفسه وسط هذا الرش الهائل من الأخبار التي يعجز عن أنّ يميز فيها بين الغث والثمين، ولكنه ميال (بالطبع والسليقة والمخاوف) الى الأخذ بها كلها «دوكما».
لذلك فإننا نأمل أن يكون في مقدرونا اللجوء الى مرجع أو مصدر أو هيئة تدلنا على الحقيقة. بل لقد يكون من واجب وزارة الصحة العامة أن تحذر اللبنانيين (وسكان لبنان عموماً) من خطورة الوضع في تلك المنطقة أو هذه البلدة… وأن تشرح لنا السبب وراء التحذير.
ويبقى السؤال: لماذ تعرف وسائط الإعلام بالإصابة قبل الإعلان عنها رسمياً. ألم تكن هكذا هي الحال قبل الإعلان الرسمي من الاصابة الاولى فالثانية فالثالثة؟
أمس بالذات ضجّت الاتصالات بين اللبنانيين بما هي عليه الحال في قرية دعابل… أين الصواب من الخطأ في ما تردد؟!
وهل صحيح أن هذه الضيعة تشهد انتشاراً للوباء؟! يجب أن نطلع على الحقيقة.
ولا يمكن تجاوز مسألة السماح لركاب الطائرة الإيرانية، الذين نقلوا الوباء الى لبنان، بالتوجه الى منازلهم (في غير منطقة وبلدة) ليقيموا عزلاً ذاتياً… والواقع أن تطور الوباء في البيئات الحاضنة للركاب (من أهل وأقرباء وجيران الخ…) قد تجاوز كل تقدير إذا صحت «المعلومات» التي تواترت أمس على نطاق واسع.
بإختصار إنها محنة عالمية، إنها جائحة اجتاحت عشرات البلدان. صحيح أن التعامل معها بالرعب والمخاوف لا يجدي… ولكن إطلاع الناس على الحقيقة كاملة هو ما يزيل الذعر أو يخفف من وطأته.