كورونا الرعب الاول
يعيش اللبنانيون هذه الايام حالة رعب وهلع مثلثة الاضلاع. الرعب الاول هو وباء كورونا وقد راح ينتشر ويجتاح جميع المناطق وسكانها. وقد اخذت المستشفيات تضيق بالمصابين المهرولين اليها والوباء يضرب الاطباء والممرضين والممرضات والعاملين في المستشفيات.
الجوع، الرعب الثاني
الرعب الثاني الجوع وانهيار العملة اللبنانية وارتفاع الدولار الجنوني حتى صار بعض الجائعين والفقراء يبحثون في حاويات الزبالة والنفايات عن كسرة خبز يسدون فيها جوعهم وامعاءهم الفارغة والخاوية.
المال المنهوب الرعب الثالث
الرعب الثالث المال العام المنهوب والمسروق من جميع المؤسسات والمشاريع. واما المال الخاص الموضوع كودائع في المصارف وقد اخذ يتبخر ويتبخر معه تعب الايام وعرق الجبين ومدخرات العمر وسهر الليالي.
القلق، اليأس والانتحار
هذه الاضلع الثلاثة للوضع البشري اليوم تشكل عنصر قلق واضطراب يضرب الشخصية الانسانية واحياناً توصل الى اليأس والانتحار، اذا لم يكن الانسان يتمتع بايمان كبير ورجاء بالله عظيم. او انه يقع فريسة الهلع الشديد الذي يطيح بكل الضوابط النفسية والوجدانية. ويصبح الانسان كائنا مفككاً مهزوزاً مضطرباً لا استقرار عنده ولا هدوء او سكينة وكأبة.
الحاجة الى مخلص
في هذه الاجواء من القلق والهلع وغياب القرار السياسي والرقص على هاوية الموت والنزول الى الجحيم بالكلام عن انجازات موجودة باوهام من يتكلم عنها وهي سراب وفراغ في هذه الاجواء تصبح الحاجة الى منصف ومخلص يرسخه الله لشعبه العابر بصحراء الآمال والرجاء وهو يمضع المرارة واليأس وعاصفة الانتحار.
القدرة الالهية والاعجوبة
القدرة الالهية وحدها في هذه الايام السوداء قادرة حتى على صنع الاعجوبة الانقاذية والاتيان بالاية الخلاصية تجاه تراخي السلطات المسؤولة واستلشاء واستهتار ودلع بعض الاشخاص وعدم مسؤوليتهم. وخفة تصرفاتهم الولادية تجاه مرض ووباء قاتل ولا يرحم ولا يشفق. وهو يجعل الواقع حالة رعب وهلع جهنمي.
من سويسرا الشرق الى مذبلة العالم
الى كل هذا يضاف الفقر والصرف من العمل والمآكل الفاسدة وحالات السرقة والنشل والنهب والتزوير والانهيار الاخلاقي والادبي فيصبح الناس ضحايا وفريسة سهلة للوباء والجوع والمال المنهوب والمرسل الى المصارف خارج لبنان خاصة الى سويسرا وغياب القرار السياسي المسؤول عن الشأن العام والخدمة العامة. لبنان سويسرا الشرق اصبح مذبلة العالم.
الرقص على انغام الهبل السياسي
يرقص لبنان على انغام هبل سياسي واوهام مشاريع خيالية لم تولد في الواقع المعيشي المسؤول عن فقراء الله ومساكين شعبه وبؤس اولاده الباحثين عن لقمة خبز يابسة وملوثة في حاويات الزبالة والنفايات والاطفال والشيوخ النائمين على ابواب المستشفيات.
نداء البطريرك
ويأتي نداء السيد البطريرك بشاره الراعي حول حياد لبنان واستقلاله صوتاً مدوياً صارخاً في صحراء غياب السلطة السياسية والشد بلبنان الى ان يتوجه بعكس ما قام عليه تاريخه ومساره الحضاري والثقافي والوقوع تحت سيطرة جماعة ولاؤها للفقيه وليس للوطن. نداء السيد البطريرك ان لبنان في ذاتيته الكيانية هو وطن مبني على الحياد الايجابي والانفتاح التنوعي والتعددي.
نداء البطريرك يفتح باب رجاء وينشلنا من الرعب المحيط بنا امام عجز السلطة وعدم المبادرة الى اتخاذ قرار فعلي بالاصلاح ومكافحة الفساد والتهريب واطلاق يد السلطات العسكرية للوقوف بوجه هذا الوباء من التعافي عن النهب والتهريب والكذب والمخادعة والفساد الاخلاقي والادبي.