على عكس الشائع، فإن الأشخاص دون الـ 18 عاماً هم الأقلّ عرضةً للإصابة بفيروس «كورونا» الجديد. وفيما تعدّ الفئة العمريّة بين 33 و69 عاماً الأكثر تعرّضاً للإصابة، فإنّ من هم فوق الـ 80 عاماً هم الأكثر عرضة لخطر الوفاة في حال إصابتهم بالفيروس (21.9% من عدد الوفيات الكلي). فيما تعدّ المنازل، لا أماكن التجمّعات العامة، أكثر الأماكن التي انتقلت فيها العدوى!
هذه النتائج خلص إليها تقرير بعثة مشتركة زارت الصين أخيراً، وضمّت 25 خبيراً دولياً من كل من الصين وألمانيا واليابان وكوريا ونيجيريا وروسيا وسنغافورة والولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بهدف المعاينة الميدانية، «في محاولة لفهم الفيروس بشكل أفضل للعالم كله، والاطلاع على ماهيّة الخطوات التي يجب أن تتّخذ، بعد التفشّي المستمرّ لمرض كوفيد – 19 الذي يسببه الفيروس، في المناطق الجغرافية التي لم تتأثّر بعد».
وبناءً على معطيات جُمعت حول 55924 حالة إصابة بالفيروس مؤكّدة مخبريّاً وتمّ الإبلاغ عنها، تبيّن أن من تقلّ أعمارهم 18عن عاماً هم الأقل تعرّضاً للإصابة بالفيروس (2.4٪ من جميع الحالات المبلغ عنها، مع حالة وفاة واحدة في هذه الفئة). وفيما لم تسجل حتى الأسبوعين الأولين من كانون الثاني الماضي أي إصابة بين الأطفال في مدينة ووهان (مركز انطلاق الفيروس)، لم تتمكن البعثة من الجزم ما إذا كانت هذه الفئة العمرية أقل عرضة للإصابة، أو ما إذا كانت العوارض التي تظهر على الأطفال أخفّ من تلك التي تظهر على الراشدين.
وعلى عكس الأنفلونزا A (H1N1)، فإن البحث الذي شمل 147 امرأةً حاملاً (64 إصابة مؤكدة، و82 مشتبهاً فيها وواحدة من دون أعراض) ، أظهر أن 8 في المئة منهنّ أصبن بتداعيات حادّة، فيما سجلت نسبة الحالات الحرجة بين هؤلاء 1% فقط.
وبحسب التقرير، فإن بين 78% و85% من المصابين التقطوا العدوى من أفراد عائلاتهم، وليس في الأماكن العامة. أما في ما يتعلق بأعراض الإصابة بمرض «كوفيد – 19» فقد تراوحت بين عدم وجود أعراض تماماً وبين الالتهاب الرئوي الشديد. ولا تزال بعض جوانب الفيروس تمثل لغزاً كبيراً للباحثين. فنظراً إلى أن المرض جديد، لا توجد مناعة معروفة مسبقاً في البشر ضد الفيروس. واستناداً إلى الخصائص الوبائية التي لوحظت حتى الآن في الصين، يُفترض أن كل شخص معرض للإصابة به، رغم أنه قد تكون هناك عوامل أخرى تزيد من قابلية الإصابة، وهذا يتطلب مزيداً من الدراسة، كما أن هناك حاجة الى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان هناك «إضعاف» للمناعة بعد العدوى!
والى انتقاله عبر القطرات التي تخرج من الإنسان كما أثناء العطس أو السعال، وعبر الأسطح والملابس. فإن هناك احتمالاً كبيراً لانتقاله أيضاً عبر البراز البشري.
وقد أظهر تسلسل الحمض النووي لفيروس كورونا الجديد تشابهاً بنسبة 96% مع فيروس السارس الموجود لدى الخفافيش. وتبيّن أن شكل فيروس كورونا الجديد لم يتغيّر بعد تناقله بين الأفراد، وكل المصابين به يحملون الفيروس بنفس تسلسل الحمض النووي الخاص به، ما يعني أنه في حال التوصل الى علاج، فسيكون العلاج هو نفسه للجميع. فيما الجديد هو ترجيح الخبراء أن حيوان البنغول (نوع من الحيوانات الآكل للنمل) هو الوسيط الذي نقل الفيروس من الخفاش الى البشر.
و أفاد التقرير بأنه لا توجد مضادات فيروسية أو مناعية محددة (أو موصى بها) لتحسين حالة المرضى. ولا يزال دور الأدوية التالية قيد المراجعة: كلوروكين الفوسفات، لوبينافير/ ريتونافير، ألفا إنترفيرون، ريبافيرين، أربيدول.
وتبيّن أن إعطاء الأوكسيجين وتقنية الـ ECMO للمرضى المصابين بأعراض خطيرة يمكن أن يحسّن درجة بقائهم على قيد الحياة.
وأوصى باتخاذ تدابير في المستشفيات، من بينها منع الزيارات للمرضى، واستخدام الموظفين المعاطف والأقنعة وأغطية العيون والقفازات.