دخلت المنطقة في قلب عاصفة “أوميكرون”، والموجة الجديدة أخطر من السابقة، لا سيما وأن الدواء مفقود او غالي الثمن، والدخول الى المستشفى مستحيل بعد إمتلاء غرف أقسام “كورونا” وعدم قدرتها على إستيعاب المزيد، ما دفع الى دق ناقوس الحذر والخطر في آن، مع تزايد الإصابات واقفال مرافق عامة كدائرة النفوس، سراي النبطية الحكومي، قصر عدل النبطية، والحبل على الجرار. فالمجتمع يدفع ضريبة لا مسؤولية المواطن الذي يتجاهل الكمامة والتباعد حتى الساعة، ويقيم اللقاءات والاحتفالات و”العزاوات”، ضارباً بعرض الحائط أن الوباء يستبيح كل الأمكنة، يضرب الصغير والكبير والكهل، مسبباً اوجاعاً قاسية، والخشية الأكبر من المدارس والكل يرفض ان تبقى مقفلة وان يدفع الطالب الثمن، سيما وان تراجع التعليم يظهر من نتائج الطلاب خلال الفصل الاول، ما يقلق الكادر التعليمي الذي يعيش صراعين، صراع الوباء وتدهور الاوضاع المعيشية، وصراع تراجع التعليم جراء التعليم عن بعد وعدم التزام معظم الطلبة بالمنهج، ما سيؤدي وفق احدى المعلمات الى انحلال التعليم خاصة في المراحل الاولى، ولكن ما باليد حيلة، اذ يعاني القطاع التعليمي أزمة خطيرة لم يشهدها مسبقاً، وستؤثر حتماً على المستوى العلمي خلال السنوات المقبلة.
بات المواطن يصحو على ازمة وينام على كارثة، وعلى ما يبدو سيكون الرغيف الازمة المقبلة، مع تلويح أصحاب الأفران بالاضراب وتمهيداً لرفع الدعم عنه بحجة ارتفاع كلفته الانتاجية وعجز الافران عن تغطية الخسائر، ما سيؤدي حتماً الى ازمة رغيف غير مسبوقة، اذ من المتوقع ان تفجر هذه الازمة الشارع.
وقد تعود الطوابير على ابواب الافران، في مشهد ذل ترى فيه مصادر مواكبة “اسلوباً ذكياً يعتمده الساسة الفاسدون لتطويع الناس وفقاً لميولهم، ليظهروا بثوب المخلص، بعد ان يخرجوا بخطابات منددة تدفع لوقف الازمة” ولا تخفي “ان كل النقابات مسيسة من نقابة الافران الى العمال والسائقين وغيرها، واي تحرك في الشارع ما هو الا رسائل مشفرة للأطراف الاخرى”، وترى في تحريك ازمة الرغيف حالياً “ورقة ضغط غير مباشرة من الاطراف المتنازعة حالياً، وتترافق مع فورة غير مسبوقة للدولار”.
لا شك ان عدداً من المواطنين عاد الى خبز الصاج، وبدأ منذ فترة تخزين الطحين تحسباً للازمة المقبلة، المتوقع انفجارها في اي لحظة، وهناك من عاد الى زمن “السليقة” اذ بدأ يجوب الحقول بحثاً عن العلت والعنّة والحميضة والشومر وغيرها من أعشاب لاعداد وجبات رئيسية كالبقلة والعصورة والعجة وغيرها من اطباق قديمة رافقت الجدود لسنوات قبل أن تسيطر الوجبات السريعة على الموائد.
أبو حسن وابنه يرتادان الحقول، يجوبانها يومياً بحثا عن العلت والحميضة وحتى الزعتر وغيرها، ويعتبرانها كنزاً هذه الايام نظراً للحاجة الى الاكل البديل في ظل ارتفاع اسعار الخضار او الدجاج واللحم عكس العصورة من الحقل و”ببلاش” وتوازي اللحم بفوائدها وكانت عنصراً اساسياً على موائد الاجداد مثلها مثل البقلة، وستعود حتماً مع فقدان الناس قدرتها على شراء الخضار واللحوم.