“أوركسترا تحرّض”، “أوركسترا تلجأ إلى التشويه” و”أشخاص يفعلون المستحيل ليخنقوا البلد”، هي ثلاثة مواقف لرئيس الحكومة حسان دياب، تثبت أنه وحكومته أصابهما “هلع” السقوط، فبدأ الأخير يلقي مسؤولية الفشل على “أشباح” لا يريدون انقاذ البلد.
إذا، ليس المواطنون وحدهم من أصابهم الهلع بعد “شبه مؤتمر” اتخذ وزير الصحة حمد حسن قرار عقده، بعد إعطائه “قصاصة ورق” تنبهه أن عدد الإصابات بـ”كورونا” ارتفع، فأعلن فجأة “بدء مرحلة انتشار الفيروس”، وانتهى المؤتمر ولم يعلن وزير “حزب الله” وقف الرحلات الجوية بين إيران وبيروت، فقطع لرحلته مع فيروس “كورونا” تأشيرة بعنوان “أولها دلع… وآخرها هلع”.
هلع… تلو الهلع… يصيب اللبناني الذي بات في حالة استنفار دائم. جاهز في أي لحظة ليملأ خزان سيارته بالبنزين لعله ينقطع. المونة حاضرة دائماً في المنزل فـ”حرب الجوع على الأبواب”، وقارورات الغاز أشبه بقنابل مكدّسة في المنزل: “ما حدا بيعرف شو بصير”.
هلع… تلو هلع… ومعه ترتفع حرارة المواطن صباح كل اليوم مع ارتفاع سعر الدولار، خصوصاً عندما يبدأ التجّار بالكشف عن أنيابهم ورفع أسعار السلع. وذلك في زمن بات فيه فتات الرواتب أشبه بـ”جائزة لوتو”. وأمام كل هذا، تتدفق المعلومات عن “قرارات غير شعبية” ستقرّها الحكومة، أكان برفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 15% أو برفع سعر صفيحة البنزين.
مواطن يخشى أن يصيبه “الرشح”، ليس لتحويله إلى قنبلة موبوءة متنقلة فحسب، بالنسبة إلى اللبنانيين، بل لأنه بات يعرف حقيقة أن القطاع الصحي في لبنان دخل مرحلة الخطر والمستشفيات لم تعد لديها المستلزمات الطبية المطلوبة “كماً ونوعاً”.
هلع تلو الهلع… وانتظر اللبناني قرارات دياب، فتحول قرار “اليوروبوند” إلى حديث “هلع الناس” بمقولة: “مندفع أو ما مندفع”، وترافق مع إصابة اللبنانيين بـ”هلع” من صندوق النقد الدولي، فجاء تحريمه من الشيخ نعيم قاسم. واستكمل المشهد بـ”هلع” من التشكيلات القضائية واستقالات من معترضين، و”هلع” في بعبدا قضى بمنع الإعلاميين من ممارسة عملهم.
وحضر قرار القاضي علي ابراهيم فأصاب المصارف بـ”الهلع”، وعلى الرغم من أن المصارف شريكة بالأزمة لكن القرار قرار لو نُفذ لكانت أضراره ثلاثية: يمسّ بالمودعين، يضر علاقة لبنان بالخارج، يضرب طبيعة النظام الاقتصادي.
هلع في كل شيء… إستدعى من سائق “تاكسي” كان يستمع لمؤتمر حسن ليقول: “هلع، هلع… هلع يخلعكم”!
المؤشر الوحيد بأن لبنان بألف خير “ولا داعي للهلع” هو قرار باصدار طابع تذكاري بمناسبة بدء أعمال التنقيب عن النفط والغاز، مع التمنيات بعدم إصابتنا بـ”الهلع”، بوضع صورة الوزير السابق جبران باسيل على الطابع…
إهلعوا… عليكم الأمان!