Site icon IMLebanon

عورة “كورونا”

 

لو طبق المسؤولون اللبنانيون الأمثال الشعبية اللبنانية لكانوا وفروا على اللبنانيين الكثير من المصائب والويلات والمشاكل، ففي وباء فيروس “كورونا” مثلاً، لو طبق هؤلاء مثل “الباب يلي بيجيك منو الريح سدو واستريح”، خصوصاً منذ تسجيل الإصابة الأولى بـ”كورونا” لمسافرة كانت آتية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لما كنّا في الحالة التي نحن عليها اليوم، بل على العكس لم يعمد لبنان إلى سد هذا الباب ولاحقاً الأبواب الأخرى من إيطاليا وغيرها، فساهم ذلك في انتشار هذا الفيروس وفي تدمير الأمن الصحي والإستشفائي على حساب خلفيات سياسية وأمنية لا علاقة لجميع اللبنانيين بها.

 

إن الكلام عن قيام دولة في لبنان لا يتعدى كونه شعارات يردّدها من يتعاقبون على الحكم، فهم عاجزون عن تأميم القرار السياسي والأمني لهذه الدولة وبالتالي فإن حال الفوضى الناجمة عن فقدان هذا القرار تتمدّد إلى كل القرارات الأخرى وفي كل المجالات والأمثلة على ذلك كثيرة. فالدولة عجزت عن تأمين الكهرباء، والدولة عجزت عن ضبط ماليتها، والدولة عجزت عن حفظ استقلالية القضاء، والدولة عجزت عن وقف التهريب حتى عبر مرافئها ومرافقها الشرعية، والدولة عجزت وعجزت وعجزت إلى أن بلغت ذروة عجزها في الحفاظ على صحة اللبنانيين لأن قرار وقف رحلة جوية من هنا أو من هناك أو إقفال معبر حدودي مرتبط باللادولة.

 

هذا الشلل في القدرة على اتخاذ القرار ينسحب أيضاً شللاً على محاسبة المقصّرين إذا تمت الإشارة إليهم، فهؤلاء في النهاية محميون ومحاسبتهم تعني محاسبة طائفة أو مذهب أو حزب أو تيار ما قد يؤدي في النهاية إلى تهديد ما يُعرف بكيان لبنان.

 

لبنان أبوابه مشرّعة وتأتيه الرياح من كل حدب وصوب ويتلهى مسؤولوه بالعودة إلى الماضي عند كل استحقاق كورقة تين يسترون بها عوراتهم، التي لن تخفيها تدابير اللحظات الأخيرة المتأخرة وهم ليسوا مشكورين تجاهها لأنها من صلب واجباتهم.