منذ بدء انتشار فيروس «كورونا» عالمياً، ومعلومات كثيرة تتسرّب يومياً عن وجود علاجات طبيعية له، لعلّ أبرزها اليانسون. فهل هذا النوع من النباتات يقضي فعلاً على الفيروسات؟ وماذا عن أهمّ خصائصه المُثبتة علمياً؟
تهافت الأشخاص في الآونة الأخيرة إلى شراء اليانسون لمكافحة «كورونا»، غير أنّ إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي شدّدت خلال حديثها لـ»الجمهورية»، على أنّ «هذه المعلومة خاطئة تماماً، لأنّ اليانسون لا يُداوي هذا الفيروس، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المشروبات الأخرى التي يدخل في تركيبتها مثل العرق».
لكنها في المقابل أكّدت، أنّ «هذا الواقع لا يعني أنّه يجب التوقف عن استهلاك اليانسون بمختلف أشكاله، خصوصاً وأنّه يملك فوائد صحّية كثيرة اشتهر بها منذ القِدم لتهدئة أعراض معيّنة مرتبطة ببعض الأمراض».
وتحدثت باختصار عن أهمّ خصائص اليانسون، فقالت إنّه «يخفّض أعراض الإنفلونزا، ويقوّي الأحبال الصوتية، ويقضي على القلق والاكتئاب، ويحسّن الجهاز الهضمي وحركة الأمعاء فيحارب الإمساك، ويسهم في استرخاء أعصاب المعدة والتشنّجات، ويحمي من حرقة المعدة. فضلاً عن أنّه مفيد جداً لمشكلات الجهاز التنفسي مثل الربو وضيق التنفس، وقد يخفف من البلغم والسعال، ويطرد الغازات، ويقاوم إلتهاب القولون، ويساعد في إدرار حليب الأمّ ويزيد من كميته ويمنع جفافه».
وتابعت: «بالنسبة إلى الأشخاص الذين يشكون من اضطرابات النوم والقلق، فإنّ اليانسون قد يكون مفيداً في تهدئة الأعصاب والمساعدة في النوم بشكل أفضل. كذلك فإنّه قد يكون فعّالاً في معالجة إلتهاب الفم عموماً واللثة خصوصاً، والحفاظ على صحّة الأسنان، وحتى التغلّب على رائحة الفم الكريهة. وهذا ليس كلّ شيء! إذ يشتهر اليانسون أيضاً بقدرته على إدرار البول طبيعياً، ومنع احتباس المياه والأملاح في الجسم. كما ويخّفف من الأوجاع والتشنّجات المصاحبة للدورة الشهرية، ويُهدّئ المغص عند الأطفال، ويفتح شهيّة الأشخاص الذين يبلغون معدل وزن أقل من الطبيعي».
للحذر في هذه الحالات
ماذا عن الانعكاسات السلبية لليانسون؟ أجابت أبو رجيلي: «طالما أنّه يتمّ استهلاكه باعتدال عن طريق الأكل والشرب، فإنّه لا يملك أي أضرار. أمّا عند الإفراط به واللجوء إلى مكملات غذائية تحتويه، فقد تظهر بعض المشكلات. على سبيل المثال، وعند المبالغة في اليانسون عن طريق المتمّمات، فإنّ مفعوله على الجسم قد يكون مُشابهاً لتأثير الإستروجين. لذلك يجب الامتناع عنه في حال الإصابة بالأمراض الحساسة للهورمونات، مثل سرطان كل من الثدي والمبيض والرحم، بما أنّها تؤدي إلى تفاقم زيادة الإستروجين».
وأضافت: «كذلك توجد حالات أخرى تستدعي الحذر، حيث أنّ اليانسون قد يسبب الحساسية عند بعض الأشخاص الذين يشكون من حساسية على نباتات أخرى تُشبه اليانسون مثل الكراوية، والكمّون، والكزبرة، والكرفس، والشمّر، والهليون. فضلاً عن ضرورة الاعتدال فيه خلال الحمل والرضاعة، وعدم تناول أي متمّم غذائي يحتويه دون استشارة الطبيب أولاً، علماً أنّ ذلك ينطبق أيضاً على الأطفال».
وسائل تُقوّي المناعة
وأنهت حديثها قائلة: «لا شكّ في أنّ الاعتدال في اليانسون مفيد لتقوية المناعة، ولكن توجد أيضاً أمور أخرى تؤدي دوراً فعّالاً في هذا المجال، مثل التنويع في المشروبات الساخنة كالشاي الأخضر والأسود اللذين يحتويان على مادة فلافونويد المضادة للأكسدة التي تقوّي الجهاز المناعي، والزنجبيل الذي يحارب الالتهابات خصوصاً في الحلق، والبهارات مثل العقدة الصفراء المدعّمة للمناعة، واتباع غذاء صحّي ومتوازن يتضمّن تحديداً الفيتامينات C (الحمضيات، والفلفل، والكيوي، والفريز، والبروكلي)، وA (الجزر، والمشمش، والورقيات الخضراء خصوصاً السبانخ المليئة بمادة بيتا-كاروتين المقوّية للمناعة)، وE (المكسرات، والأفوكا، وزيت الزيتون)، والسمك المشويّ المليء بالأوميغا 3، واللبن الخالي من الدسم الذي يحتوي على الفيتامين D. وفي المقابل لا بدّ من الحذر من الأمور التي تؤثر سلباً في المناعة مثل التوتر، والغذاء السيئ المرتكز على الوجبات السريعة والمصنّعة، والإفراط في الكحول، والتدخين».