أخطر ما في كورونا (وكل ما فيه خطر) أن أحداً لا يملك الأجوبة الصحيحة على الأسئلة الجدية التي تطرح ذاتها جراء تفاقمه إن لسرعة إنتشاره أو لتفاقم الإصابات التي ترتفع صاروخياً، أو لازدياد عدد ضحاياه…
ونقصد بالعاجزين عن إعطاء الأجوبة الصحيحة العلماء وأهل المعرفة بمن فيهم الخبراء في علم وطب الجراثيم. أما أولئك المتنطحون للإدلاء بدلوهم في بئر كل مسألة مهما كانت جدية بالغة الخطورة، فمن شأنهم أن يضللوا الناس ويزيدوا في طين الغموض بلّةً وحسب. ومن أسف أن هؤلاء يُفسح لهم في المجالات الإعلامية، فيطلعون بالنظريات الخنفشارية التافهة.
إذاً، العلم لا يزال عاجزاً عن أن يحدد موقفاً واضحاً ودقيقاً من المسائل ذات الصلة بهذا الوباء:
أولاً- ما هو مصدر كورونا؟ هل هو الحيوان خصوصاً الزواحف والقوارض والوطاويط، أو ما سوى ذلك؟
ثانياً- هل كورونا هو نتيجة تجارب مخبرية استُولِد من إحداها مصادفةً ليفلت من السيطرة العلمية ويتفشى؟ أو هو نتيجة تجارب مخبرية مقصودة الهدف الذي وصلنا اليه ولكنّ مكتشفيه فقدوا أيضاً السيطرة عليه؟
ثالثاً- هل صحيح أن المنشأ أميركي والهدف ضرب الصين ذات القدرات الاقتصادية (والبشرية بالطبع) المتجهة الى الهيمنة على الاقتصاد العالمي، قبل أن تبلُغ مداها؟
رابعاً- (واستطراداً) أو هل هو ذو منشأ صيني وحسب خلال محاولات التوصل الى سلاح بيولوجي؟
خامساً- هل صحيح أن الشباب والأطفال لديهم من المناعة ما يجعل فيروس كورونا عاجزاً عنهم وهل ثمة إثبات علمي لهذه النظرية؟
سادساً- ما صحة أن هذا الفيروس لا ينتقل في الهواء؟
سابعاً- هل يمكن بشكل قاطع تحديد زمن حضانة الفيروس قبل أن ينفجر في الجسم البشري الحاضن؟ وهل أقصى هذه المدة الزمنية أربعة عشر يوماً أو ثلاثة أسابيع أو أكثر؟
ثامناً- ما صحة أن الكورونا «فيروس شتوي» أي أنه لا يملك القدرة على العيش في أجواء حارة، لذلك فانه سيتلاشى خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع إرتفاع حرارة الطقس؟
تاسعاً- هل من حسم لمسألة أن المصاب الذي يُشفى من فيروس كورونا يكتسب مناعة ضده فلا يتعرض للإصابة به ثانيةً؟
لا شك في أن لهذا الفيروس أجلاً أي أنه سيتحول ذات يوم إلى حال موسمية، وسيكتشف العلماء العقّار المضاد، مثل الحقنة المضادة للرشح على أنواعه. ولكن ما يزيده غموضاً في هذه المرحلة كون العلماء لا يزالون في حيرة تجاهه.
وقد يكون هذا الواقع وما يحوط به من أسرار هو ما جعل الناس في مختلف أنحاء العالم تعود الى الماورائيات فيكثر الملاذ بالله تعالى كل حسب طقوسه وإيمانه وكتابه وعقيدته الروحية، وإن كانت صلاة الجماعة باتت نادرة خوفاً من العدوى. وأرفقَ ذلك كله بإنتشار الإعتقاد بأن الله جلّ جلاله، ضاق ذرعاً بإيغال الإنسان في الخطايا، فسقاً وفجوراً وموبقات، لا حدّ لها فابتلاه بهذا الوباء!
الحقيقة الوحيدة التي لا جدال فيها أن فيروس كورونا غير المرئي بالعين المجرّدة وحّد البشرية فلم تقف امامه حدود جغرافية ولا طبقية ولا عنصرية وقد انقضّ على الجميع حكاماً ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، ملوكاً ورعايا … كما شلّ حركة الكرة الأرضية فأوقف الطيران وأطاح البورصات وألحق باقتصادات العالم الخسائر وأثار رعباً إجماعياً غير مسبوق.