Site icon IMLebanon

13 مليون إذن خروج في شهرين وآثار فايزر أكثر من أسترازينيكا

 

منصّة التفتيش المركزي: 9 ملايين مقيم في 10452 كيلومتراً

 

 

سمعنا عنها كثيراً: منصة impact. ولجأنا إليها مراراً في الأشهر العشرة الماضية لأخذ إذن خروج زمن الحجر، أو تسجيل البيانات للحصول على اللقاح وتحديد المركز والموعد، أو لتسجيل البيانات أيضاً في انتظار بطاقة تمويلية تحوم حولها “كثرة الحكي”. فمن وراء هذه المنصة عملياً؟ ماذا عن الأرقام التي سجلتها؟ ماذا عن عدد من لُقّحوا ومن على لائحة الإنتظار؟ من سيحصل على البطاقة التمويلية إذا رأت النور “شي يوم” كما وعدوا؟ وهل موظفو القطاع العام أدرجوا بالكامل ضمن المستحقين؟

 

هناك من يعدنا اليوم بموجة وبائية جديدة عاتية آتية. فلنبحر في الأرقام الموجودة علّ وعسى نستفيد. لا نحتاج طبعاً الى ذكاءٍ إستثنائي كي نكتشف كم زاد نجاحُ عمل منصة impact العاملين في التفتيش المركزي في لبنان، من رأس الهرم الى كل من فيه، فخراً. فتلك المنصة ولدت، على ما قال رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطيه فكرة في زمن الحجر وخرجت من رحم حاجات كوفيد-19 وأصبح يُتكل عليها حيث هناك حاجة الى رقم وحقيقة وواقع. فماذا في الأرقام التي يحتاج كل مواطن أن يعرفها وتحتاج “الدولة” أن تنطلق منها؟

 

نجلس في قاعة المحاضرات في مجلس التفتيش المركزي، أمامنا رئيس المجلس، وقبالتنا شربل رئيس IT في التفتيش. وتبدأ الأرقام تكرج، غير أن القاضي عطيه يُكرر، فليتم التدقيق في اي رقم يحتمل شكاً.

 

ثقافة إجتماعية جديدة

 

كل السلطات المحلية، من بلديات وقائمقاميات ومحافظات ومؤسسات حكومية ومختبرات وإختصاصيين إجتماعيين، انضووا في هذه المنصة، تحت إشراف التفتيش المركزي الذي يراقب كل العمل بشمولية. وإذا كانت impact قد ولدت من رحم كورونا. فها نحن على عتبة موجة أخرى نتمناها أقل قساوة من تلك التي ضربتنا في “كوانين”.

 

يقول القاضي عطيه “كان لا بُد من رؤية جديدة لذا بدأنا في أحلك الأوقات في تطوير الأداء. قبلها لم يكن هناك، “ولا يوم”، تواصل لصيق بين وزارة الداخلية والبلديات. قلنا فلتربط البلديات بالداخلية ولنطلب من القائمقامين فرض دورهم الرقابي وليلعب المحافظ ايضاً دوره الرقابي من خلال غرفة، تمثل وحدة عمل، في وزارة الداخلية، وتجمع الجميع. وبدأت المنصة في وضع أرقام كوفيد من أجل تمكين المراجع المعنية من وضع قرارات تتمكن من أخذ قرار الإقفال أو عدمه. هكذا بنيت القرارات. ثم أنشأنا أذونات الخروج. ونملك إسم ورقم كل إنسان تحايل على “السيستام” لكننا أخذنا قراراً منذ البداية ألّا نعاقب الناس بل أن نسعى الى بناء ثقافة إجتماعية لمساعدة المواطن في الدخول الى النظام. ويستطرد بسؤال: كم من طلب تقولين أننا حصلنا عليه؟ 13 مليون طلب في شهرين. ما معنى ذلك؟ ان المواطن اللبناني يلتزم حين يجب، وحين يجد أمامه مقومات الإلتزام. فمن قبل كان المواطنون يخرجون الى الطرقات من دون أي تنظيم، اما بعد ولادة المنصة فباتوا يخرجون وفق النظام. الى ذلك، عملنا من خلال إدارة الكوارث في رئاسة الحكومة من أجل تنظيم الدخول الى السوبرماركت والمتاجر أيام الحجر. وأصبح بين أيدي المواطن اللبناني بيانات التلقيح أيضاً وأذونات الخروج والدخول الى الأماكن المعرضة للإكتظاظ”.

 

تنسيق بين السلطات

 

كيف تعمل impact”؟ هناك السلطات المحلية من بلديات ومخاتير ومحافظين وقائمقامين والوزارات المعنية والصليب الأحمر والدفاع المدني والمواطن. ووضعنا الإستمارة وأدخلنا المختبرات وأصبح بمجرد إكتشاف PCR إيجابي يصل تنبيه الى رئيس البلدية في النطاق الذي ينتمي إليه المصاب ويُصار للتأكد من ان هذا الإسم يجب حجره. وفي حال حصول مخالفات واجب البلدية التبليغ. يتابع عطيه: هل تتذكرين حين قررت الحكومة اللبنانية إعطاء كل عائلة محتاجة 400 ألف ليرة. يومها سألنا وزير الشؤون الإجتماعية إذا كان ممكناً أن نساعد وكان ما كان. عملنا إستمارة بالتعاون مع المفتشية العامة الصحية في التفتيش المركزي ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون. كان هذا أول تنسيق يتم بين وزارات وتفتيش رقابي. ووضعنا نموذجاً يحدد البيانات الإجتماعية بدقة. كيف عملنا الإستمارة مع إمكانية أن يقوم كل من المخاتير والبلديات والمواطنين في تعبئة الإستمارة. 468 ألف عائلة عبأت هذه الإستمارة. وجرى تقسيمها وفق بيانات وقمنا بتحليل تلك البيانات. ويومها اعتبر وزير الشؤون ان نتائج هذه الإستمارة أشبه بالسياسة الإجتماعية.

 

بيانات واحتياجات

 

لكن، هناك من حذر من أن تصبح بيانات المواطنين مباحة؟ يجيب عطيه “الأمن العام حذر فأجبناه أننا نمد أيدينا لكل العالم لنتكامل في سبيل مكافحة الفساد وقلنا نرفض ونستغرب أي تشكيك بلا أدلة ومن دون اقتراح حلول بديلة. في كل حال ما هي المعلومات التي يخشون أن تنتشر؟ فالإنسان إذا أراد إجراء فحص دم يعطي ألف إجابة أدق. يتابع: نقول لهم ساعدونا. نحن عملنا شيئاً من لا شيء. مكنّا 1070 بلدية و1500 مختار من حيازة تطبيق على هواتفهم لنتشارك معاً في سبيل خدمة العموم. 469 ألف عائلة تضم مليوناً و858 ألف مواطن عبأوا إستمارة الحصول على مساعدات قسّمناها بحسب الأقضية. عكار أتت في الطليعة. وهذا متوقع. غير أن نسبة الفقر عالية أيضاً في بيروت وجبل لبنان. واقل نسبة تقدمت هي في جزين وبشري وحاصبيا وراشيا والبترون. 141 ألف عائلة أفرادها فوق 64 عاماً. وضعنا البيوت بالأمتار وكم عدد من فيها ولحظنا أن الكثيرين ممن يحتاجون اليوم الى مساعدات ورثوا بيوتاً ولا يملكون القدرة على تأمين المستلزمات. 46 ألف عائلة تسجلت تضم أكثر من شخصين، و151 ألفاً تضم أكثر من 4 أشخاص، وهناك 179 ألف عائلة تضم بين أربعة أفراد وستة. أما من تضم بين 8 أفراد و10 فبلغت 15 ألفاً و529 عائلة. والعائلة التي فيها أقل من شخصين نعطيها غير التي تضم بين 6 و8 أشخاص. وكل هذه الداتا يمكن إعادة تقييمها في أقل من أسبوع. 305 آلاف عائلة تضم أشخاصاً لديهم إحتياجات خاصة. و 223 ألف عائلة لديها حالات مرضية. معدل مساحة البيت 104 أمتار. وملك وايجار. وتسجلت 25 ألف عائلة تعمل في القطاع العام. وحصلنا على إستنتاج أن العائلات الأكثر حاجة تزيد عن 469 ألفاً اضيفي إليها كل العاملين في القطاع العام. ووزعنا المبلغ بين 100 و150 و250 دولاراً. على أن نضع المبلغ في بطاقة تمويلية حسب سعر منصة مصرف لبنان، وهكذا نعود ونبني ثقة المواطن اللبناني بالنظام المصرفي. إستمارة التنمية الريفية “بتخوتي كمان فيا”. قدرنا نروح على كل البلدات في لبنان وقمنا بمسح ديموغرافي وزراعي وصناعي وتربوي وصحي وإجتماعي وسياحي ومسحنا كل البنى التحتية. إشتغلنا على 1134 بلدة مع وزارة المهجرين. وظهر معنا وجود 9 ملايين شخص في لبنان. وطلبنا من وزارة الداخلية المعنية التدقيق في هذا الرقم الذي قسمناه حسب الأقضية وفي قلب كل قضاء حددنا كم عدد اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والجنسيات الأخرى وفيها: 7 ملايين لبناني، مليون و 450 ألف سوري، 314 ألف فلسطيني وجنسيات أخرى.

 

أرقام كوفيد

 

456 ألفاً و495 شخصاً تم تسجيل إصابتهم، من خلال المنصة، بكوفيد، بينهم ألف و278 شخصاً شخصت حالتهم في الأسبوعين الماضيين. ومكث، في خلال الأسبوعين الأخيرين، 29 ألفاً و563 في الحجر. أما من تأكدت إصابتهم فبينهم 410 أفراد في بيروت ومئة في صور و89 في الشويفات و52 في الغبيري و50 في برج البراجنة و46 في بعبدا- اللويزة، و46 في تحويطة الغدير- الليلكي- المريجة، أما في الجديدة- البوشرية فعدد من شخصت حالتهم 40، وفي حارة حريك 38، وفي الحدث- سبنيه- حارة البطم 32. أما أقل حالات سجلت، فيها أقل من 17، فهي الدكوانة وحاريص والبترون وعبرا ومية ومية وسن الفيل.

 

كل واحد يأخذ اللقاح يظهر عندنا. 1,982.606 موعد حدد حتى البارحة، وتمّ إدارة اللقاحات من خلال المنصة الى 1,425,572 شخصاً، أخذ منهم 954,574 لقاحاً واحداً، و470,070 اللقاحين. ونال 1,137,627 لقاح فايزر، و172,469 لقاح أسترازينيكا، أما من نالوا جرعة سبوتنيك فعددهم 102,096، وسينوفارم 10,252 شخصاً. أما لجهة المستشفيات التي جرى فيها اللقاح فحلت مستشفى الروم في المقدمة (88,548 لقاحاً) تليها اوتيل ديو (75,984 لقاحاً) ثم مستشفى الجامعة الأميركية (75,796 لقاحاً) بعدها أتت مستشفى رزق (43,602 لقاحين). واللافت أن أكثر عدد لُقّح هم من مواليد السبعينات. وما يجب لفت النظر حوله أن الخانة التي تضم الإنعكاسات السلبية أتت شبه نادرة للقاح أسترازينيكا في حين أتت التبليغات عن آثار فايزر أكثر.

 

حددت impact أيضاً عدد المباني الحكومية التي تضررت في انفجار الرابع من آب وعددها 300 مبنى حكومي، تبعد 25 في المئة منها مسافة 3 كيلومترات عن موقع الإنفجار، و45 في المئة منها تبعد مسافة تتراوح بين 3 كيلومترات وخمسة، و30 في المئة تبعد بين خمسة كيلومترات وعشرة. وهناك بينها 26 مبنى لمديرية قوى الأمن الداخلي تضرر، و7 مبان لوزارة العدل، و8 للجامعة اللبنانية. لم نطلب مالاً بل حددنا كم متر باطون تعوز وكم متر المنيوم وكم متر جيبسون بورد… وكلفة إصلاح الضرر حددت بقيمة 45 مليون دولار تعطى على شكل نفقات تأهيل وبناء ومعدات وأثاث.

 

هي أرقام ومعلومات يمكن الركون إليها، بحسب التفتيش المركزي في لبنان، في وقت يحكون فيه عن أشياء كثيرة ويقولون: نحتاج الى أرقام! فهل سينطلقون من كل الأرقام الجديدة التي في حوزة هذا الجهاز الرقابي أم سيبقون تائهين في متاهات لا نهايات لها؟