IMLebanon

متى يتحرّكون؟

 

 

من المسؤول؟ هذه المرة السؤال لا يستهدف جواباً حول مسؤولية المواطنين وسائر المقيمين في لبنان حول الإنفلاش والفلتان وعدم الاكتراث إزاء جائحة كورونا. فهذه محسومةٌ. إنما يُقصد به المسؤول عن تفشّي السلالة الجديدة التي «استوردناها» لتزيد في الطين بلّةً.

 

قبل بضعة أسابيع، أُفيد أن مواطناً لبنانياً عاد من لندن وتبيّن أنه مصاب بفيروس كوفيد-20، وهو كان أحدث نسل من كوفيد-19، وقد انتشر في بريطانيا، ولا يزال، فأثار الرعب بسرعة انتشاره، ما أدى إلى تدابير صارمة بما فيها الإغلاق التام في تلك الدولة.

 

لم يُعرف ما إذا كان ذلك اللبناني قد التزم، بعد عودته، بالحجر الوقائي أو لم يلتزم. ولكن الأكيد أنه لم تكد تمضي بضعة أيام حتى انتشرت عندنا السلالة الجديدة من هذه الجائحة إلى حدٍ مذهل. وبحسب «إندبندنت» العربية، فإن الأرقام في ارتفاع قياسي ولبنان أمام «السيناريو الأخطر».

 

في معلومات أنه تبيّن للجنة الصحة النيابية أن الفحوص التي أُجريت في مختبرَين كبيرَين أظهرت وجود «تغيرٍ جينيّ» في الفيروس عندنا، وأن السلالة الجديدة أسرع انتشاراً وأشد خطورةً.

 

يحدث هذا في وقتٍ امتلأت الأسرّة في المستشفيات ولم يعد ممكناً قبول المزيد من المصابين بالفيروس، ناهيك بالمرضى العاديين الذين تستوجب حالهم دخول المستشفى.

 

ونكرر السؤال: ما الصحيح في ما قيل إن اللبناني الذي حمل الفيروس الجديد من الخارج لم يلتزم بالحجر؟ وهل أُخضع للرقابة والمراقبة بعد دخوله، لمعرفة إذا ما خضع للتدابير الواجبة لعدم نقل العدوى؟ من يُفيدنا بالحقيقة؟ هل ثمة إجراءات حازمة كي لا تتكرر هذه الحادثة مع قادمين جدد يحملون فيروس كوفيد-19، كوفيد -20، كوفيد -21 وربما سلالة رابعة؟

 

إن لبنان في دائرة الخطر المباشر. وأرقام الوفيات والإصابات مخيفة. والأوكسيجين قد لا يعود متوافراً. والتقارير العلمية تؤكد على أن مليون لبناني هو الرقم الأقرب إلى عدد المصابين حتى الآن، فيما الباب مشرّع على العدوى من دون حدود.

 

ليت اللقاحات، أياً كان مصدرها، تصل إلى هذا البلد. وإذا كان العائق مالياً، بعد إسهام المنظّمات الدولية والأممية، فماذا عن كبار المتموّلين اللبنانيين الذين لم يتحرّك أحدٌ منهم بعد؟ وإذا لم يتحرّكوا اليوم، فمتى يتحرّكون؟