لم تعد أخبار اللقاحات في صدارة الاخبار المحلية، تراجعت الى الوراء رغم أهمية تسليط الضوء يومياً على وتيرة التلقيح التي تعاني مشكلات كثيرة، في حين يحاول المعنيون إخفاء «التخبيص» في هذا الملف، عبر العراضات و»البروباغندا» التي تزيد الشكوك في ادارة هذا الملف منذ اليوم الاول لانطلاق حملات التلقيح.
صحيح أنّ وزير الصحة حمد حسن طمأن قبل أيام الى أن لقاح «فايزر» سيتوافر وبكميات كبيرة نهاية ايار وبداية حزيران المقبلين، الا أن الاخبار المسرّبة لا توحي بالثقة بكلام الوزير، خصوصاً أنّ المعلومات تشير الى وجود لوائح كثيرة في عهدة الوزارة من الذين تلقحوا خارج المنصة، وهم في غالبيتهم من رجال الاعمال والوزراء والنواب الحاليين والسابقين، تمكّنوا من تلقي اللقاح عبر المستشفيات التي تلاعبت بالكميات ولا تزال، حتى أن التفتيش المركزي في صدد التحرك في مواجهة بعض تلك المستشفيات التي عمدت الى بيع اللقاحات في السوق السوداء!
التخبيص في ملف فايزر «طَيّر» اللقاحات سريعاً وغالبية المواعيد الجديدة قفزت الى ما بعد 25 ايار الى حين وصول الدفعات الجديدة من هذا اللقاح، والذي سيكون متوافراً بمقدار كبير، مع دخول احدى الشركات الخاصة على خط استيراده كونها وكيلة «فايزر» في لبنان.
كذلك، انسحب هذا «التخبيص» على آلية التلقيح، فحصل عدد من المواطنين على جرعة واحدة، وتمّ تسجيلهم على أنهم تلقوا جرعتين! فيما اعتمدت سياسة إطالة المدة بين الجرعتين من اسبوعين الى خمسة، والاسباب المخفية تعود الى فقدان «الفايزر» في الوزارة انتظاراً لوصول دفعات حزيران.
استرازينكا يملأ فراغ فايزر!
بعد وعود أغدقها المعنيون في هذا الملف بتلقيح الجسم الاعلامي في المرحلة الاولى نظراً للمهمات التي ينفذها على الارض لتغطية كل الاحداث في لبنان، واحتكاكه اليومي مع الناس ما أدى الى اصابة المئات من الزملاء ووفاة بعضهم، فوجئ هؤلاء قبل ايام برسائل نصية تدعوهم الى حجز موعد في المستشفيات المعتمدة لأخذ لقاح استرازينكا، الخطوة التي أربكت كثيرين ودفعتهم الى رفض أخذ اللقاح بعد الاخبار عن «التجلطات» التي يحدثها هذا اللقاح في عدد من الدول وتوقف بعضها عن استعماله.
وزارة الصحة المعنية مع اللجان الصحية المستحدثة لمواجهة كورونا بشرح كل ما يتصل باللقاحات المعتمدة، اكتفت بعرض ايجابيات «استرازينكا» من دون اللجوء الى خطوات عملية كالتي حصلت في أعرق الدول، ومنها المانيا، حيث اعلنت المستشارة انجيلا ميركل تلقّيها لقاح استرازينكا لتشجيع المواطنين على تلقيه، كذلك فعل وزير الصحة الفرنسية، أما في لبنان فلم يبادر أي وزير الى القيام بهذه الخطوة، فيما المطلوب اعادة الثقة في هذا اللقاح من خلال حملة تطعيم اطباء ووزراء ونواب لتشجيع المواطن اللبناني على تلقيه.
في هذا الإطار، يشير رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي لـ«الجمهورية» الى انّ «لبنان حجز 2.750.000 لقاح أسترازينكا»، مؤكّداً أنّ «خيار تلقيه يبقى شخصياً ولا يمكننا تبديد عامل الخوف لدى الناس بسهولة».
وقال عراجي: «لكل شيء حسناته وسيئاته، لكن أن تصاب حالتان بجلطات دموية على مليون فهذه نسبة ضئيلة جداً ونادرة، وهذا ما يمكن لأيّ دواء أن يسببه». ويوضح أن « فايزر وأسترازينكا هما اللقاحان المعترف بهما لدى منظمة الصحة العالمية حتى اليوم، ولبنان يعتمد على مقررات المنظمة التي تؤكّد أنّ فؤائد أسترازينكا أفضل بكثير من الإصابة بكورونا ومضاعفاته».
سبوتنيك في: يوجد لا يوجد!
وُعد القطاع الخاص بتلقي لقاحات «سبوتنيك في»، واستبشر خيراً بإمكانية التمنيع المجتمعي السريع مقابل البطء في التلقيح الرسمي، لكنه عاد ليفقد الأمل خصوصاً بعد مرور أكثر من أسبوعين على عدم وصول أيّ دفعة جديدة.
وفي الإنتظار يرفض رئيس مجلس ادارة «فارمالاين» جاك صراف، تحديد موعد وصول الدفعة الثانية من لقاحات «سبوتنيك في» الى لبنان، ويكتفي بالتأكيد أنّ «وصولها بات قريباً»، في حين بدأ التسويق للمنتج الروسي الجديد «سبوتنيك لايت» الذي من المتوقع أن يصل الى لبنان عبر «الخط السياسي» وتحديداً عن طريق الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تمكن وفق المعلومات من حجز نحو 50 ألف جرعة.
وفي اطار شرح فوائد اللقاحات الروسية يقول عراجي: «لدى سبوتنيك لقاحان، واللايت هو اللّقاح الرقم 1 منه، وقد اعتمد كجرعة واحدة تعطي مناعة لنحو 4 أشهر، تساعد هذه المدة على خفض نسبة الاصابات حول العالم على أن يتمكن الفرد لاحقاً من تلقي جرعة ثانية من لقاح سبوتنيك في حال انخفاض المناعة بعد 4 اشهر من تلقّيه سبوتنيك لايت».