كادت «جائحة الدولار» أن تُنسيَنا فيروس كوفيد-19 (وباء كورونا ومتحوراته ومتفرعاته).
ويبدو أن المتحور الجديد المعروف باسم «أوميكرون» هو الأشد خطورة من متحور «دلتا» الذي سبقه، خصوصاً من حيث قدرتُهُ على نقل العدوى بسرعة تتجاوز الأربعة أضعاف.
وليس سرّاً أن أوميكرون صار عندنا، في لبنان، منذ ثلاثة أسابيع على الأقل، وأنه من المتوقّع أن يجتاح الناس بسرعة اجتياح الدولار الأميركي الليرة اللبنانية التي تترنح إلى أقصى حدود الانهيار فالسقوط.
والواضح أن كورونا لم يكشف، بعد، عن أسراره كلّها، بدليل ما يتكشّف، يومياً، من إبداعات هذا الوباء الذي حصد، حتى الآن، الملايين، في مختلف أنحاء العالم، والذي ما أن يختفي أو يتوارى، أو يحتجب قليلاً، حتى يعود فيطلّ مجدداً كاشفاً عن أنيابه.
ولنأخذ بلدنا لبنان مثالاً، لنكتشف أن معدل الإصابات عاد يُسجّل نحو الألفين في اليوم، مع عودة بيان الوفيات إلى ما يتجاوز العشرة في اليوم.
واللافت في مستجدّات كورونا أن فاعلية اللقاح ليست مطلقة. وفي هذا السياق أذكر أن أحد أنسبائي تلقّى اللقاح الثالث، وهو كان قد أُصيب بالكورونا، ولم يمضِ على اللقاح الثالث سوى ثلاثة أسابيع، حتى أصيب مرة ثانية. وهي حالٌ لم يستطع الطب فك طلاسمها. وكان في الظن أنها حال استثنائية، ليتبين لاحقاً أنها ليست فريدة، بل ربما سُجِّلَ غيرها أيضاً.
والعالم الذي تنفس بعضاً من الصعداء باعتبار أن كورونا أخذ ينسحب من حياتنا تدريجاً، عاد إلى البشرية من الباب العريض.
وأدّت هذه العودة إلى الرجوع للتدابير الاحترازية المشددة، ولو على حساب النمو والاقتصاد أيضاً المنهك في مختلف بلدان العالم، والمتهاوي عندنا إلى أقصى حدود السقوط والانهيار.
وفيما بلغ عديد ضحايا هذا الفيروس الملعون ومتحوراته أكثر من ثمانماية ألف (800.000) ضحية في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، بدأت إدارة الرئيس جو بايدن في الاستعداد لإجراءات وقائية صارمة.
ومعلوم أن أوروبا ليست في حال أفضل. فلجأت هولندا، على سبيل المثال لا الحصر، إلى تمديد التدابير الاحترازية وحزمة الإجراءات إلى منتصف شهر كانون الثاني المقبل، والحكومة تفكر جدّياً في إقفال المدارس الابتدائية.
وما يُتَّخَذُ من هكذا إجراءات في أميركا وأوروبا يُتَّخذ مثيله في سائر أنحاء العالم (…).
قلنا أعلاه إن كورونا لم يكشف عن سائر أسراره بعد … فثمة أسئلة كُبرى لم تلقَ الأجوبة بعد، أبرزها هل فيروس كورونا وجد بمحض المصادفة، أو وراءه عقل جهنمي شيطاني؟!.
وهل الأمر يتعلق بالصراع على ترويج اللقاحات المتنوعة وبثروات خرافية الأرقام!؟.