Site icon IMLebanon

كورونا.. نقطة على سطر الوباء  

 

 

«قم» بؤرة فيروس كورونا في إيران، وإيران، البؤرة الأخطر بعد الصين بتفشّي هذا الفيروس والذي توشك منظّمة الصحة العالميّة اعتباره «جائحة» بسبب توسع رقعة انتشاره الجغرافي بسرعة هائلة، ويدعو العديد من العلماء إلى الاستعداد للتعامل مع هذه الحالة في القريب العاجل، مع إشارة  منظمة «الصحة العالمية» إلى أنّ تحضير»لقاح كورونا» سيستغرق 18 شهراً، الأمر الذي يعني ازياد في تفشّي الوباء وارتفاع عدد ضحاياه، وسط هذه الدوامة التي تجتاح العالم، ينظر اللبنانيّون بريبة شديدة إلى تعاطي الدولة اللبنانيّة والبرودة التي يتعامل معها وزير الصحة الذي يطلق عليه اللبنانيون على مواقع التواصل الإجتماعي «وزير لا داعي للهلع».

 

عدم قيام الدولة اللبنانيّة بالضغط على حزب الله لتعليق رحلات الزيارات الدينية إلى «قم»، وعدم إنشائها أماكن بأعداد كافية لتنفيذ حجر صحي على العائدين من المدن الموبوءة بكورونا سواء كانت قم أو ميلانو أو غيرها، حرصاً على أرواح اللبنانيين، خصوصاً بعدما أثبتت العزل المنزلي أنّه نظرية فاشلة لنمط من الناس لا يلتزم بإجراءات الوقاية والاحتياط وتعريض أرواح الناس للخطر، وتعريض سلامة أولاد الناس للمرض بالإصرار على إرسال أولادها إلى المدارس!!

 

ليس مقبولاً إستمرار فتح أبواب الطائرات الإيراني على غاربها، هذا التسيّب الذي يعصف بالبلاد على الدولة أن تضع حدّ له بمواجهة حزب الله وإجباره على التعاون معها في قضايا الحجر الصحي، يملك الحزب إمكانية إنشاء حجر صحي في مستشفيات تابعة له سواء في الضاحية أو البقاع أو الجنوب، وإمكاناته توازي إمكانيّات الدولة، التعاون مطلوب على الأقل ما دام موضوع تعليق الرحلات غير قابل للتنفيذ حتى الآن!

 

ربما من واجبنا لفت نظر حزب الله وجمهوره «المستقتل» على زيارات إيران، أنّ العقل والتعقّل هو المطلوب في هذه الحالات، فليأخذوا العبرة من تعليق الدخول إلى المملكة العربية السعودية لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً، حرصاً على سلامة المواطنين والمقيمين، ونحن هنا نتحدّث عن الحرمين الشريفيْن، وإن استمر الفيروس في اجتاحه لدول العالم وتصاعد أعداد مصابيه قد تضطر المملكة إلى تعليق موسم الحجّ حرصاً على سلامة الحجيج، في الإسلام قاعدة شرعيّة ذهبيّة «لا ضرر ولا ضرار»، ولكن ما الذي باستطاعة اللبنانيين أن يفعلوه بوجود فريق مصر على إلحاق أقصى درجات الضرر بالشعب اللبناني من أجل إيران؟!

 

إذا استمر الحال على ما هو عليه، سيجد اللبنانيّون أنفسهم ممنوعون من دخول كثير من الدول بوصف لبنان بلد موبوء، لسنا مضطرين لدفع هذا الثمن الكبير من أجل دولة فاشلة كإيران يتفشّى فيها المرض لإهمالها وعدم شفافيتها في التعاطي مع مواطنيها، هذه حقيقة على جماعة إيران في لبنان الإعتراف بها.

 

الحلّ لبنانيّاً هو في أن يتحمّل حزب الله جزءاً أساسياً من مسؤوليته تجاه الواقع الذي فرضه على لبنان، وأن يتفضّل بإنشاء مناطق حجر صحي خصوصاً وأن زوّار إيران وسياحتها الدينيّة هم من بيئته وجمهوره المقاوم، نحن بحاجة لمواجهة هذا الخطر، الخوف ليس في الإعلان عن حالة ثالثة توثقت إصابتها بكورونا، الخطر الحقيقي في التعتيم على وجود 40 آخرين مصابون بعوارض كورونا، وهذا رقم كبير، فيما نجد من يحذر من وصول الرقم إلى 1000 مصاب خلال فترة قصيرة، ونتوقف ملياً أمام كلام نقيب الأطباء اللبنانيين وعدم رضاه عن الإجراءات المتخذة لحماية الناس من كورونا.. حان الوقت لقليل من الجديّة، وتشكيل لجنة طبية عليا مشرفة على كل ما يتعلّق بهذا الملف وكفّ يد وزير الصحة عنه لعجزه عن القيام بأعباء هذا الملف.