Site icon IMLebanon

إلى المواجهة دُرّ… وفي الوقاية العامة سِرّ!

 

هل يؤثّر “كورونا” على الجهاز التناسلي عند الرجال؟

 

إبقوا في منازلكم… وفي منازلكم إبقوا! هذه هي أسهل التضحيات التي يجب أن يقوم بها “جيلنا” للمحافظة على حياته، بينما توجب على أهلنا في السابق، الذهاب الى الحرب للغاية نفسها. اليوم، كورونا عدوّنا كلنا، ويجب التعامل معه على هذا الأساس ومحاربته بذخيرة الوقاية والحجر، وإعلان حالة تعبئة جهاز مناعتنا!

تتغير المعلومات والدراسات المتعلقة بفيروس كورونا يوماً بعد يوم، ما أوقع لبنان والعالم في حلقة من المغالطات والشائعات جعلتنا لا نفرق بين الصح والخطأ. ويمكن ربط ذلك، بقدرة الفيروس على تغيير هويته (Mutation) بسرعة تفوق قدرة الدراسات عن ملاحقته، ولا سيما أنّ العلماء بحاجة الى وقت طويل وعدد كبير من القوى البشرية لانجازها بشكل دقيق. وعلى الرغم من ذلك، أجمع العلم وتوافق على بعض المعلومات الاساسية التي يجب التمسك بها لابعاد خطر الاصابة عنّا، فصحيح أنّ فيروس كورونا معدٍ الّا أنه عاجز عن الانتقال الينا من تلقاء نفسه، بل يحتاج للخلايا البشرية ليتكاثر عبر خرق الغشاء المخاطي.

 

في مقارنة بين الأوبئة التي اجتاحت العالم على مرّ التاريخ وفيروس كورونا، نلاحظ أنّ الخطر الحقيقي لا يتمثل بالفيروس المستجد بحد ذاته، بل بقدرته الخارقة على الانتشار بيننا وإصابتنا بشكل يفوق القدرة الطبية على استيعاب المصابين، تماماً كما يحصل في ايطاليا، ولا تخفي الاختصاصية في الطب الداخلي والدراسات المعمقة في علاج الـ”Stress” الدكتور باسكال ابو سليمان، “عجز لبنان بقدراته الطبية على استيعاب الحالات في حال ارتفاعها، فالتوقعات العلمية لا تبشر بالخير، ففي حال اصيب 10 في المئة من سكان لبنان (مواطنين، مقيمين ولاجئين)، وهذا يعني اصابة 500 ألف شخص على الأراضي اللبنانية، واذا اعتبرنا أنّ 80 في المئة من المصابين لن تظهر أي عوارض عليهم، فالـ20 في المئة المتبقين أي ما يعادل 100 ألف شخص سيتطلب وضعهم التدخل الطبي المباشر، و5 في المئة منهم أي نحو 5000 شخص سيحتاجون الى الأجهزة التنفسية، بينما يتوافر في لبنان نحو 300 جهاز تنفسي (بأحسن الأحوال) فقط لا غير، وهنا يكمن الخطر الحقيقي الذي نتمنى ألا نصل اليه”.

 

إبتعدوا عن الـ”Anti-inflammatoires”

 

وعلى الرغم من هذه الحسابات المقلقة، نرى وكأنّ بعض اللبنانيين يتحدّون الفيروس، أو يتصرفون بقلة ادراك لعدم وعيهم ومعرفتهم، فلا يلتزمون بالارشادات الطبية العالمية الموصى بها، فيعرضون أنفسهم وأهلهم وكبارهم ومحيطهم الى الخطر، ولا سيما أن فترة حضانة الفيروس تمتد من يومين الى 28 يوماً، حيث يمكن ان يحمل الشخص الفيروس من دون ظهور اي عوارض، وفي هذه الفترة بالذات يمكن نقل العدوى الى الآخرين. على أي حال، “أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً”، فنقول للـ”المستلشقين”: إتّبعوا الارشادات الطبية قبل فوات الأوان وللملتزمين تمسكوا بها جيدّاً… حيث لا ينفع الندم. وفي هذا الصدد، تشرح د. أبو سيلمان بعض المعلومات الجديدة المستجدة حول الفيروس قائلةً: “الخطوة الاولى للوقاية هي البقاء في المنزل وعدم الاختلاط. ولكن اذا اضطر الشخص للخروج، من الضروري ان يتمتع بالثقافة والوعي لحماية نفسه. وكنّا قد سمعنا أنّ الفيروس لا يصمد في الهواء بل ينتقل بواسطة الرذاذ فقط ليسقط بعدها أرضاً. الّا أنّ بعض الدراسات الحديثة اشارت الى قدرته المحتملة بالبقاء في الهواء لمدّة 3 ساعات، وهذا يعني بقاء الفيروس في هواء الغرفة مثلاً حتّى بعد خروج المصاب منها، ما يحتم ارتداء الكمامة في حال اضطر الشخص الى مغادرة منزله. ولا بدّ أن نوضح هنا، أنّ عمل الكمامة العادية أو الجراحية يقتصر على حماية المصاب لغيره، وفي الحقيقة لا تحمي المعافين في الأماكن المكتظة (بالنسبة للكورونا)، كما أنها تترطب بشكل سريع فتتحول الى مصدر يمكن ان تخرقه الفيروسات والبكتيريا. وتبقى الكمامة من نوع “N95” الأفضل لمواجهة الفيروس لانها “تفلتر” أو تنقي 95 في المئة من الفيروسات والبكتيريا، وبما أنّها موجودة بعدد قليل، يستحسن تركها للطاقم الطبي والتمريضي خط الدفاع الأول. مع الاشارة، الى وجود ارشادات اساسية لاستعمال الكمامة أبرزها غسل اليدين قبل وضعها، الابتعاد عن لمسها نهائياً بعد ارتدائها، مع تطبيق اختبار يعرف بالـ”Fit test” للتأكد من عدم تسرب الهواء الى داخلها. في المقابل، حذر أطباء أوروبيون من الضرر الذي يسببه تناول أدوية الكورتيزون ومضادات الالتهاب “Anti-inflammatoires” بالنسبة لمصابي الكورونا، لانها تضعف جهاز المناعة. كذلك، يعيش اللبنانيون الـ”Stress” المزمن منذ قبل ظهور الفيروس، وهذا يجب أن يحفزنا على الوقاية ولا سيما أنّ الـ”Stress” يضعف جهاز المناعة. كما يوجد بعض المعلومات التي تشير الى امكانية أن يؤثر الفيروس على الجهاز العصبي والتناسلي عند الرجال، والتسبب في التهاب عضلة القلب، بالاضافة الى اصابة الأعضاء الحيوية في الحالات التي تتعرض للمضاعفات الطبية، الا أنّنا ما زلنا بحاجة الى دراسات أدق لتوضيح ذلك”.

 

إرشادات أساسية

 

كما صار معروفاً لدى معظم اللبنانيين تنتقل العدوى من خلال طريقتين: بالاتصال المباشر بواسطة الرذاذ وغير المباشر عبر لمس الأسطح الملوثة. من هنا أهمية التصرف وكأن كل شخص مصاب وأن كل شيء ملوث، بحسب د. أبو سليمان، التي تلفت الى أنّ “الفيروس يعيش على كل طبقة بشكل مختلف ولمدّة مختلفة يمكن أن تتراوح ما بين عدّة ساعات الى عدّة أيام بحسب الأسطح، فمثلاً يستقر على الأقمشة لمدّة أقصاها 12 ساعة، على الحديد (كالمفاتيح) نحو 12 الى 20 ساعة على الـ”Stainless steel” لمدّة 20 يوماً، الاسفلت 9 أيام، والشاشات لمدّة 96 ساعة. كذلك، يمكن نقله عبر الأحذية ويفضل خلعها على الباب الاساسي قبل الدخول الى المنزل وتعقيمها بواسطة الكحول (سبيرتو). وفي هذه الفترة، ولكثرة استعمالنا للمطهرات والمواظبة على غسل أيدينا، ينصح باستعمال الكريمات المرطبة للابتعاد عن التشققات والحساسيات والالتهابات الجلدية. وأخيراً، يجب اخذ اقصى درجات الوقاية، للحد من فيروس ما زلنا نجهل حقيقته المطلقة ووسط معطيات تتبدل يومياً. وفي هذا السياق، أضع في أيديكم، سلسلة من الارشادات أنصح الجميع بتطبيقها:

 

– البقاء في المنزل قدر المستطاع

 

– تجنب الاتصال المباشر مع الآخرين، والحفاظ على مسافة مترين أو ثلاثة أمتار، مع ارتداء أقنعة ” N95 ffp2″ في المناطق المزدحمة

 

– لا تضعوا يدكم على وجهكم نهائياً

 

– غسل اليدين باستمرار، وفق بروتوكول غسل اليدين

 

– ارتداء القفازات عند الذهاب إلى السوبرماركت أو أي مكان تجاري آخر

 

– احتفظوا بمعقمات اليد التي تحتوي على الإيثانول بنسبة 70 في المئة أو أكثر

 

– نظفوا كل منطقة تلمسونها في سياراتكم

 

– نظفوا هواتفكم المحمولة بمسحة من الكحول (70 في المئة) مرات عدّة في اليوم إذا خرجتم.

 

هكذا تُحفّزون جهاز مناعتكم

 

لا يخفى على أحد أهمية عمل جهاز المناعة بمحاربة فيروس كورونا والسيطرة عليه داخل جسمنا، ولكن هل من طريقة لمعرفة قوة جهاز مناعتنا؟ وكيف يمكننا تحفيز عمله؟ يجيب الاختصاصي في علم المناعة والباحث في مركز الابحاث التابع للمركز العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية الدكتور حسان سعيّد، أنّه «يوجد اختبار لفحص علامات معينة تشير الى امكانية وجود مشاكل مناعية. وبشكل عام من الصعب أن نعرف قوة جهازنا المناعي، ولكن قد يفيدنا تحليل عمله عن طريق مراقبة طريقة تصديه للمشاكل الطبية التي نتعرض لها، مثل المدّة التي يحتاجها جسمنا للتعافي من الرشح العادي مقارنةً بغيرنا».

 

وبين الحين والآخر نسمع عن أهمية المأكولات والفيتامينات في تقوية جهاز المناعة، ولكن هل لهذه الخطوات نتيجة سريعة، تكفي لمحاربة جهازنا فيروس الكورونا في حال اصابتنا؟ يشرح د. سعيّد أنّ «عمل جهاز المناعة بمثابة عملية تراكمية وليس آنية، وبالتالي تراكم اساليب تحفيزه يعطي نتيجة جيدّة بالنسبة لأدائه. مع الاشارة الى ضرورة الابتعاد عن الـ»Stress»، لانّ الاستقرار النفسي أساس في أداء جهاز المناعة. أمّا أبرز الخطوات الصحية لتقوية جهاز المناعة فهي:

 

– اعتماد نظام غذائي غني بالفواكه والخضار

 

– المحافظة على وزن صحي ولا سيما في فترة الحجر المنزلي

 

– ممارسة الرياضة بشكل منتظم يومياً ومن المنزل لمدّة 45 دقيقة قي وقت الغروب للتخلص من «Stress» النهار

 

– الابتعاد عن التدخين بكل أشكاله

 

– الابتعاد عن الكحول أو شربه بطريقة معتدلة

 

– النوم لمدّة 8 ساعات اقله، وهذا أساسي في هذه الفترة لتعزيز جهاز المناعة

 

– شرب السوائل والمشروبات الدافئة، للوقاية من الاصابة بالانفلونزا العادية كي لا يستنزف جهازنا المناعي وليتمكن من تصدي فيروس كورونا في حال اصابتنا

 

بالنسبة للمأكولات والفيتاميات:

 

– الفيتامينات الاساسية التي يجب حصول الجسم عليها: فيتامين «C» (اكثر فيتامين يحفز جهاز المناعة)، بالاضافة الى فيتامين «B6» ،»E» و»D» (ينصح الاستفادة من الشمس من خلال الجلوس على شرفة المنزل)

 

– تناول الحمضيات على انواعها مثل البروكولي، الفليفلة، الزنجبيل، السبانخ، الثوم، الجوز ولوز الفليفلة، الشاي الاخضر، بزر دوار الشمس، الأفوكا، والكيوي (مع الحرص على تعقيم هذه المأكولات جيداً بواسطة الخل الأبيض مثلاً)

 

– تناول المأكولات البحرية (المطهية جيدّاً)».

 

الأماكن الأكثر قذارة

 

تُعتبر بعض الأماكن التي نزورها أقذر من غيرها لاحتوائها على البكتيريا والفيروسات المختلفة. في التالي، أقذر 13 مكاناً في العالم يستوجب الابتعاد عنها في هذه الفترة:

 

1- المسابح، وخصوصاً مسابح الأطفال، حيث أثبتت الدراسات أنّ 70 في المئة منها تحتوي على جرثومة العصيات الكولونية «E.Coli»

 

2 – قائمة الطعام في المطاعم

 

3 – ترانشات الليمون التي توضع على حافة كأس «السفن اب» مثلاً في المطاعم

 

4 – حنفيات الماء في المدارس، والتي ثبت انها اوسخ من المرحاض بحد ذاته

 

5 – باب الخروج من المرحاض، واشارت الدراسات الى أنّ ثلث الرجال وثلثي النساء لا يغسلون ايديهم بشكل جيد قبل الخروج من المرحاض

 

6 – عربة حمل المشتريات في السوبرماركات (الشاريو)، لذلك لا تضعوا الاطفال بهذه العربات

 

7 – أزرار المصاعد والتي ثبت انها اوسخ من المرحاض

 

8 – جهاز التحكم بالتلفاز او المكيف في غرف الفنادق

 

9 – برك الرمل الخاصة بلعب الاطفال والتي ثبت انها اوسخ من التواليتات بـ36 مرّة

 

10 – الادوات المستخدمة في النوادي الرياضية

 

11 – الهواتف، اقل هاتف يحتوي على 40 فيروساً

 

12 – محطات الوقود

 

13 – الأعمال الورقية التي تحتوي على جميع أنواع الجراثيم.