Site icon IMLebanon

تحرك تصحيحي

 الخطوط كانت مفتوحة طوال يوم أمس، بين السراي وبين مقر الجامعة العربية في القاهرة، تحسباً لموقف لبنان الذي عهد الى وزير الخارجية جبران باسيل بنقله الى وزراء خارجية العرب، المصرّين على ادراج بند في جدول أعمال القمة، يؤكد على توصيف حزب الله كمنظمة ارهابية…

مصادر وزارية، لاحظت اطمئنان الرئيس تمام سلام الى التفاهم الذي تم بينه وبين الوزير باسيل على الموقف الواجب اعتماده، ومضمونه تجنب باسيل الوقوع في خطأ مؤتمري وزراء الخارجية العرب الأول في القاهرة، ومؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في جدة، حين تحفظ على إدانة الاعتداء على مباني البعثات الدبلوماسية السعودية في ايران، خارقاً بذلك الاجماع العربي، ما ألهب مشاعر الغضب لدى السعودية وحليفاتها الخليجيات، وأوقع لبنان في مأزق مع أقرب الأشقاء اليه، لا زالت تداعياته تتفاعل.

مهّد رئيس الحكومة للتوجه الدبلوماسي اللبناني التصحيحي المرغوب بالرسائل التي حمّلها للزعماء الخليجيين من خلال سفرائهم في بيروت، شارحاً ومبرراً، وداعياً للتفهم والتفاهم، الذي هو شعار والده الراحل، الرئيس صائب سلام، وقرر متابعة حملته التصحيحية على المستوى الشعبي أيضاً، عبر مراسلي الصحف العربية في بيروت الاثنين المقبل، مستعيناً بجرعة من الأطراف المسؤولة عنهم، وعلى أمل التحضير الى جولة رسمية على عواصم الخليج العاتبة.

مصادر وزارية، تراهن على تحرك ما على مستوى الاستحقاق الرئاسي، بعد الانتهاء من تفكيك المأزق المتصل بالعلاقات مع الدول الخليجية، وفي تقديرها أن انفجار الاحتقان بين المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجيه، والوزير جبران باسيل على طاولة الحوار في جلسته الأخيرة، ستكون له انعكاسات ايجابية على هذا الملف، من قبيل اشتدي أزمة تنفرجي.

وفي حسابات هذه المصادر أن الأمر الواقع الحاكم للوضع في لبنان وقبله في سوريا ليس غير قابل للزوال، وان تطورات ما متوقعة على المستوى الاقليمي، لا بد أن تنعكس تصحيحاً للتوازن في لبنان، بضوء اشارات واصطفافات مستجدة، لا بد من أخذها بعين الاعتبار السياسي، من حيث انطوائها على اعادة نظر شاملة بمواقف، لطالما نُظر اليها داخل بيئتها باستغراب.

وبحسب مصدر دبلوماسي عربي، فإن ثمة مَن أخطأ في تقديره، عندما ظن أن بالامكان، ابعاد المحور العربي الذي تقوده السعودية، عن سوريا ولبنان. وان من يتابع الجهد المبذول للانتقال بالحرب في سوريا واليمن من الخندق الى الطاولة يدرك ببساطة أن لا شيء مستحيل، في لعبة الأمم، خصوصاً عندما تكون القيادة مشتركة بين الكبار… ولعبة الشطرنج، يلعبها اثنان…

وعن امكانية تجاوب ايران ومعها حزب الله مع المستجدات المرتقبة، يقول المصدر، اذا كان من المتعذر استقراء الموقف الايراني منذ الآن، فإن المسألة بالنسبة الى حزب الله، الذي هو حزب لبناني في النهاية، لا بد من أن يجد نفسه في قلب المصلحة الوطنية اللبنانية، فهو كمقاومة ضد اسرائيل، مكّن ايران الثورة من الدخول الى العالم العربي، على غير ما يتمنى العرب، وما يجري الآن على محاور الوجود الايراني في العواصم الأربع التي يسميها القادة الايرانيون، كبيادق على رقعة نفوذهم، لا يجب أن يدعو للاستغراب، فقد أحبك يا اسواري لكن قدّ زندي لأ… –