كلمتان فقط… لمنظومة السلطة الفاسدة:
لعبتكم مفضوحة.
بكلّ عين وقحة وبفائض القوّة… تستطيعون أن تعملوا ما عملتموه يوم السبت الماضي وتُرعبوا البلد…
يمكنكم أن تذكّروا الأهالي بكوابيس الماضي وتعرّفوا الأجيال الجديدة على حروبكم الوسخة التي أوصلتكم الى أن تحكموا وتتحكّموا…
يمكنكم أن تمثّلوا علينا دور الوطنيّين من جهة والخونة من جهة ثانية… وأنتم متّفقون سلفاً على متى وكيف تتقاسمون الغلّة.
لكن لم يعد في إمكانكم تغطية الكذبة وأن تقنعوا أحداً غير «الشَبّيحة يَلّي زرعتوهن بين شبابنا الموجوعين».
لا… لا تنغشّوا بماضيكم المجيد وتتوقّعوا ان ينجرّ الناس وراءكم…
الجوع والعَوَز لا يتيحان مكاناً لسخافة كذبتكم.
هل تعتقدون انّ الأب الخائف من ان ينام اولاده بلا عشاء… أن يصبحوا بلا مدرسة… وبلا مأكل وبلا دواء…
هكذا أب… باله مشغول للرد على شعارات طائفيّة تستفزّ الناس الأبرياء بإهانات مدروسة ومرفوضة موجّهة الى سيدتنا عائشة أمّ المؤمنين… أو لأهل البيت… أو رموز الكنيسة؟
ما زلتم تراهنون على قلة العقل مقابل قلّة الأكل وقلّة الأمان؟
شعبنا صار بين الخائفين من أن تأكلهم الزبالة والذين يأكلون من الزبالة.
وجئتم لتفلتوا شَبّيحتكم على الناس لتمتحنوا غضبهم، وتستفزّوا إيمانهم، وتفرّقوهم بعضهم عن بعض بالمسبّات والإهانات للنفوس الطاهرة المنزّهة عن عالمكم الغارق في الطمع والفساد؟
أتعتقدون أنكم إذا أحرقتم البلد بنار الكره والكذب الطائفي… يمكنكم ان تحرقوا في طريقكم ملفّات فسادكم وفضائحكم وصفقاتكم الهدّامة؟
إذا كنتم تراهنون على ضعف الذاكرة… فإنّ الشعب اللبناني ما زال يرى أمامه كل بشاعة إنجازاتكم منذ 50 عاماً وحتى الآن… ويرى اين صار البلد… ويراكم واضعين ركَبكم على رقبة الوطن… والوطن يقول: «مش قادر إتنفّس».
الشعب لم ينسَ السماء فيما أنتم تتقاسمون خيرات الأرض وتَهدّوا البلد لتَستحكموا.
الزمن تطوّر واللعب على الوتر الطائفي لا ينفع.
الناس يرونكم… ويرون نتيجة خلافاتكم العلنيّة وخططكم المخفيّة… وازدهار تجارة منظومتكم الخبيثة… منظومة الفساد التي نهبت البلد وجعلت الفقر يهجم على كلّ البيوت.
الناس تعرف أنكم ترسلون شبّيحتكم الى الطرقات والساحات لكي يخوّفوهم من لعبة الدم والحرب العبثيّة…
الناس تراكم وتسمعكم وأنتم تكمّلون لعبة التخويف بكلامكم عن حرصكم الملغوم على السلم الأهلي، وتحذيراتكم الموجّهة الى الشعب الذي لا علاقة له بالعنف الذي تزرعونه…
هدفكم واضح، وهو أن تأخذوا القضيّة الى حيث تعوّدتم ان تختصروا طوائفكم لكي تتحاربوا بإسم الدين على حساب الوطن… وتستمروا في نهب المال العام… وتمنعوا أيّ تحقيق جدّي… أو أيّ أمل في استرداد المال المنهوب.
تظنّون أنكم تخوّفوننا من الدم لكي تُشَتّتوا القضيّة وتمنعوا الحقيقة من الظهور وفسادكم من الحساب.
لم تتركوا مجالاً لأيّ وعد سمعناه من حكومتكم يتحقّق…
لم تتركوا مجالاً لحكومة متجانسة ويكون أعضاؤها أهل اختصاص… تُقدّم على الأرض نتيجة واحدة تقنع الشعب والعالم بأنها تسير على درب المحاسبة والإصلاح واسترداد المال المنهوب…
ولكي تكتمل قصّة غروركم تتذاكون على صندوق النقد الدولي، وتتحدّون العالم بشعارات أنتم «مش قدّا»، وشعبكم الذي جوّعتموه بات لم يعد قادراً على حمل ثقلها لتتاجروا بها على ظهره… كفاكم تذاكياً عليهم وعلينا…