في الحياة الخير والشر كانا دائماً ملازمين لها، كذلك الفساد الذي لا يخلو مجتمع منه. فالفساد إذاً من الثوابت السلبية في الحياة يقوى أو يضعف تبعاً لقوة أو ضعف صاحبه.
عرف اللبناني الفساد منذ اقدم العصور. فموقع لبنان بين القارات جعله ملتقى الحضارات ينمو الفساد فيه أو يتجمد تبعاً للظروف.
في الخمسينات من القرن الماضي، كان إذا ارتكب سياسي ما مفسدة، تذكر دائماً في مجتمع مغلق ثم تخرج إلى العلن.
لم تكن وسائل الإعلام متعددة النوع والسرعة، لذا كان مدى انتشارها ضيقاً ومحدوداً. اما اليوم فقد تكاثرت وتعممت داخل المستويات كافة وكأنها أمر طبيعي لا يحتاج إلى وقفة عنده. فعلاً هبطت القيم وهبطت معها ثقافة المجتمع كنتيجة لغياب المساءلة والمحاسبة التي طالت المؤسسات كافة ولم يعد من مرجع رادع. اما وقد تجاوز الفساد الخطوط الحمر وأصبح في الجسم كالسرطان، فيخشى ان ينتشر فيه ويعرضه إلى الهلاك. الآن ينبغي ان يخضع إلى عملية استئصال وبسرعة قبل فوات الأوان.
إلى متى سوف يبقى لبنان يتقبل الفاسدين المعروفين والمستورين ويسلم بعضهم مقاليد الأمور.
يا رب، ليس لي غيرك من ادعو واطلب لإبعادهم عن شؤون النّاس والبلد ليرتاح منم المجتمع.
انقذنا يا الله.. انقذنا.
* وزير ونائب سابق.