IMLebanon

بيي أفسد من بيّك

 

في اليوم العالمي لمكافحة الفساد (9 كانون الأول) توجهت أنظار المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية صوبنا، لا لكوننا قدوة، بل لكون تجربتنا في الفساد العام والخاص تجربةً متقدمةً بحسب كل المؤشرات وتستحقّ أن تدرّس، أما في مؤشرات التضخم المالي وفي الوقائع فقد تخطت الجمهورية اللبنانية دولة زيمبابوي لتحل في المرتبة الثانية بعد فنزويلا، وبفعل القيادة الحكيمة لن نترك فنزويلا أمامنا في السنة المقبلة. صحيح أن الرئيس عون قال في آب 2018 “لا الليرة في خطر ولا لبنان على طريق الإفلاس” وكان مصيباً فاليوم بالذات سحبتُ من الصراف الآلي مليوناً وتسعماية وأربعين ألف ليرة لبنانية، بأوراق من فئة العشرين ألف ليرة. الليرات بحر وألف خير لكن الدولار الأميركي “محترق سلّافو” في البنك المركزي وأخواته المصارف. لم يخطئ العماد عون في سالف القول. بالفعل إن لبنان ليس على طريق الإفلاس لأنه قطعها قبل آب الـ 2018 وهو في وسط جهنم يسير بسرعة جنونية على بولفار عزرائيل السريع.

 

والحلو أن رئيس الجمهورية، ما انفكّ وما فتئ وما برح وما زال يحلّق في عالم من المثاليات والحِكم والمواقف الأخلاقية الأقرب إلى أقوال فريد الفقير في المسلسل التركي المدبلج “مرارة الحب” وأمس بالتحديد غرد الرئيس على حسابه الرسمي على “تويتر” قائلاُ: “ليكن خيارنا معاً استئصال هذا الوباء القاتل لمستقبل طاقاتنا وشبابنا المتخفي وراء المحاصصات والتبعيات والمنافي لدورنا ورسالتنا فنبني وطناً قدوة لا دولة على رمال تهوي كلّما استقوى عليها الفساد”، مخجل أن يتخفى الشباب وراء المحاصصات والمخجل أن المتحاصصين لا يخجلون!

 

يبدو أن الرئيس الجنرال لم يسمع ما قاله صهره النائب الجنرال عن صهره الآخر، مالئ الدنيا وشاغل الناس، وما يُنشر عن استغلاله للسلطة.

 

كما أن الرئيس لا يشاهد على ما يبدو مسلسلات الفساد الموثق في عهده وما قبل عهده وما قبل قبل عهده مع أنها تُعرض بمعظمها ضمن نشرات الأخبار. أو ينتقي مختارات من تلك التي تستهدف خصوم جبران لا جماعة جبران “الخاص ناص”. واضح أن لكل مرجع “فسّيده”. واحد يفسّد على “الإشتراكي و”أمل” و”المستقبل” وعهد العماد جان قهوجي. وواحد “يفسّد” على الصهر الذي يرشح زيتاً وطهراً واستقامة وشفافية وصدقاً على ما يقول أتباعه.

 

قد يحدث في معرض “التفسيد” أن تحصل بعض الإساءات غير المتعمدة لبعض السياسيين وموظفي الدولة النظيفي الكف هذا بالمفرّق، أما في “الجملة” فنحن أمام جماعات وقطاعات ومؤسسات فاسدة أباً عن جد.

 

كنا بـ “بيي أقوى من بيّك” صرنا بـ “بيي أفسد من بيّك”.