سُجل في المجلس النيابي المنتخب عودة عائلات سياسية وغياب أخرى وتكريس غياب ثالثة. من أبرز العائلات التي غابت: الزين، بعدم ترشيح النائب عبد اللطيف الزين النائب الأقدم ربما في كل برلمانات العالم.
وأسرة الزين التي بدأت حياتها النيابية منذ عهد الانتداب الفرنسي من خلال يوسف الزين والد عبد اللطيف والنائبين الراحلين عبدالمجيد وعبد الكريم، كانت ممثلة في معظم المجالس النيابية منذ أواسط عشرينيات القرن الماضي، اختتمت وجودها بامتناع عبداللطيف وعدم ترشيح آخر.
أما عائلة كرامي التي غابت عن مجلسي 2005 و2009، فهي كانت ممثلة في معظم البرلمانات منذ بدايات الاستقلال دون انقطاع وبعد وفاة الزعيم الاستقلالي الرئيس المفتي عبد الحميد كرامي، فاز نجله الرئيس الشهيد رشيد كرامي للمرة الأولى عام 1951 واستمر نائباً حتي تاريخ استشهاده في حزيران 1987، ليخلفه صغير أسرة عبدالحميد، الرئيس الراحل عمر كرامي الذي عين في البداية عام 1989 في وزارة الرئيس سليم الحص بعد اتفاق الطائف وزيراً للتربية، ثم رئيساً للحكومة، وتولى رئاسة الحكومة للمرة الأولى في كانون الأول عام 1990 حتى أيار 1992، وكان قد عين نائباً عن طرابلس عام 1991 وانتخب نائباً في دورات 1992، 1996 و2000.
وإذا كان ابن عم الرئيس عمر كرامي، أحمد مصطفى كرامي قد فاز مع الرئيس نجيب ميقاتي عام 2009، إلا ان فيصل عمر كرامي عاد لتمثيل العائلة الكرامية من دوحة عبدالحميد في البرلمان المنتخب 2018.
ومن العائلات التي عادت لتتمثل في البرلمان عائلة الصمد، حيث فاز النائب السابق جهاد الصمد في هذه الدورة بعد غيابه في دورتي 2005 و2009، وهو فاز في العام 1996 في نفس الدائرة التي مثلها والده مرشد الصمد عام 1972، صاحب الموقف المشهور بالتصدي لنائب المتن الشمالي أمين الجميل حينما حاول الاعتداء على الرئيس رشيد الصلح في البرلمان عام 1975، وفي سنة 1976 توفي مرشد الصمد ليخلفه في العام 1991 بواسطة التعيين حمد الصمد.
ومن العائلات العائدة إلى مجلس النواب عام 2018 عائلة معوض بواسطة ميشال معوض نجل النائب ثم الرئيس رينيه معوض والنائب نائلة التي سقطت في انتخابات 2009.
ومن العائلات التي عادت إلى البرلمان الفرزلي بنجاح ايلي الفرزلي عام 2018 الذي عين عام 1991 نائباً عن زحلة، وبعدها انتخب في دورات 1992، 1996 و2000 عن البقاع الغربي – راشيا، وفشل في دورتي 2005 و2009.
وإيلي الفرزلي هو ابن أخ النائب أديب الفرزلي النائب من عام 1943 حتى عام 1968 وكان قانونياً ومحامياً لامعاً، كما شغل لفترة طويلة منصب نائب رئيس مجلس النواب.
ومن العائلات التي عادت إلى المجلس النيابي آل حمادة – فرع بعلبك – الهرمل، بنجاح الدكتور ايهاب حمادة أحد أقرباء الرئيس الراحل صبري حمادة، الذي توفي في 21 كانون الثاني 1976، ولم يستطع أحد من أبناء الرئيس حمادة الوصول، إذ سبق أن ترشح نجله الوزير السابق ماجد عام 1992 ثم نجله الثاني بعد وفاة ماجد راشد فعلي الذي ترشح في 2018 ولم يحالفه الفوز.
يذكر أن لفرع حمادة فرع آخر هو الفرع الدرزي، تمثل في المجلس النيابي منذ 1991 حتى اليوم عبر مروان محمّد علي حمادة النائب عن الشوف.
ومن العائلات التي عادت إلى مجلس النواب عائلة سعد المصري في صيدا، التي كان أول من وصل منها إلى مجلس النواب هو النائب الشهيد معروف سعد عام 1957، وهو من النواب المعارضين القلائل لعهد كميل شمعون الذين لم يستطع العهد الشمعوني أن يخسّرهم، إذ فاز مع رموز المعارضة صبري حمادة ورشيد كرامي، وخسر كل من الرؤساء صائب سلام وعبدالله اليافي واحمد الأسعد وحميد فرنجية.
وإذا كان معروف سعد قد خسر في انتخابات 1972 وفاز بدلاً منه النائب الراحل نزيه البزري، إلا أن مصطفى معروف سعد انتخب عام 1992 واستمر حتى تاريخ وفاته فانتخب مكانه شقيقه أسامة الذي خسر في انتخابات 2009 لينتخب مرّة جديدة في دورة 2018.
ويستمر علي عسيران في النيابة منذ عام 1992، حيث حل مكان أبيه الرئيس عادل عسيران أحد رجال الاستقلال، وهو سليل عائلة اشتغلت بالسياسة منذ أواخر القرن التاسع عشر.
ومن العائلات التي عادت إلى الندوة النيابية آل الحسيني، بفوز مصطفى الحسيني عن دائرة جبيل – كسروان في 2018.
وكان أول سياسي ونائب من هذه العائلة أحمد الحسيني الذي كان عضواً في المجلس التمثيلي الأول عام 1922، وانتخب نائباً في عامي 1929 و1937 وفي دورات 1943 و1947 و1951 وعرف عنه في البداية ولائه للرئيس اميل إده ثم تحوله إلى الكتلة الدستورية وبشارة الخوري.
وفي عام 1964 انتخب ابنه علي الحسيني نائباً عن دائرة جبيل. والنائب مصطفى الحسيني هو شقيق الرئيس حسين الحسيني.
وإذا كانت قد غابت عن المجلس النيابي عام 2018 عائلة زوين في كسروان، إلا أن عائلة الخازن استمرت بانتخاب النائب السابق فريد هيكل الخازن.