Site icon IMLebanon

مجلس الـ72

 

 

العام 1972 أسقط الشاب الناصري نجاح واكيم البرلماني والوزير نسيم مجدلاني وأزاحه عن مقعد شغله منذ العام 1957، ولأربع دورات متتالية في دائرة بيروت الثالثة. في ذاك العام تناهى إلى مسامعي كولد، أن جماعة النائب مجدلاني ( توفي العام 1991) دفعوا ثمن الصوت مائة ليرة كانوا يشطرونها إلى نصفين، يستلم الناخب نصفها قبل الولوج إلى مركز الإقتراع وينقده الراشي النصف الآخر من ورقة المائة ليرة فور خروجه من قلم الإقتراع. وتبيّن أن مئات من الناخبين قبضوا من مجدلاني وانتخبوا واكيم الذي كان أصغر النواب سنّاً في مجلس العام 1972، وكان الفارق بين واكيم ومجدلاني حوالى الـ 5000 صوت.

 

وفي المزرعة، كانت كلفة السيارة الخصوصية في اليوم الإنتخابي 25 ليرة لبنانية، تدفع بما يشبه الرشوة، وما يفعله المرتشي إسقاط صوته في صندوقة اقتراع وإلصاق صورة المرشح على زجاج السيارة سواء كان اسمه عبدالله اليافي أو زكي مزبودي…

 

وفي ذاك العام، شهدت على رهان بـ10 ليرات، بين جارتين على المعركة المحتدمة بين نزيه البزري ومعروف سعد.

 

وعلى معركة غير متكافئة في دائرة بيروت الأولى على المقعد الأرثوذكسي بين الطبيب النسائي الدكتور نقولا عبدوش ونائب رئيس مجلس النواب ميشال ساسين، وقد ألصقت صورة المتنافسين على جدران بيتنا في الأشرفية، ما أثار دهشة ميشال ساسين وكان يقوم بزيارة عزاء في الحي. سأل ساسين عن صاحب البيت وعرف أنه من أنصار خصمه عبدوش. فشطب إسمين من حساباته الفورية.

 

في تلك السنة سمعت الشحرورة صباح تروي كيف صافحها ذاك الطبيب الشاب معرّفاً عن نفسه: “طارق حبشي” فعلّقت الصبّوحة: صحتين.

 

ضم مجلس الـ72: صبري حمادة وكامل الأسعد وكاظم الخليل وعادل عسيران وحسين الحسيني… وفي كل منهم من يمكن انتخابه أو ترشيحه لرئاسة البرلمان. قبل نصف قرن، كنا نعرف، كأولاد شارع، أسماء بهيج تقي الدين وأوغست باخوس وجوزف شادر وسمعان الدويهي وملكون أبلغتيان وحسن الرفاعي وفريد جبران وبطرس حرب، وفؤاد نفاع وجوزف سكاف ومحمود عمّار ورينيه معوّض وإدمون رزق إلى أسماء نجوم البرلمان: ريمون إده وكمال جنبلاط وكميل شمعون وبيار الجميّل وصائب سلام وألبير مخيبر. قبل شيوع التلفزيون في منازل الفقراء، عرفنا ونحن على عتبة المراهقة كل نواب الأمة بالإسم والإنتماء. فيما يحتاج الصحافي، الذي صرته، إلى معونة للتمييز بين سعادة النائب مصطفى حسين وسعادة النائب إدي ديميرجيان. وقد أخطئ غداً بين رئيس الحزب اللبناني الواعد المرشح فارس فتوحي وبين مرشح عيلة المر، رائد التغيير ميشال الياس ميشال الياس المر. ميشال “أطول” من فارس قليلاً. هذا كل شيء.