ما جرى يوم أمس أمرٌ مفهوم أن يقوم إحتجاج على الصعوبات المالية التي يمر بها اللبنانيون، إذ اننا نواجه ونعاني يومياً مشكلة.
١- ليس قليلاً ما يعانيه اللبنانيون إن كان من التيار الكهربائي فمنذ ٣٠ سنة لا نزال نعيش بحلم موعود بعودة التيار طبيعياً.
٢- يدفع الأهل ثروة لتعليم أبنائهم وعندما يتخرج الطالب يبقى من دون عمل لأنّ الوظائف غير متوافرة، على سبيل المثال لا الحصر انه في كل سنة يتخرّج ٣٥ ألفاً من الطلاب فلا فرص عمل إلاّ لألفين أي أن ٣٣ ألف متخرج يواجهون البطالة، وهذا أحد الأسباب الرئيسية للحراك.
٣- لبنان بلد غني بمياهه العذبة وبالرغم من ذلك لا توجد سدود للحفاظ على هذه الثروة التي تنافس ثروة النفط، وأحياناً يكون ليتر المياه أغلى من ليتر البنزين، وبالرغم من ذلك يضطر المواطن أن يدفع ثلاث فواتير: فاتورة لمصلحة المياه وفاتورة لمياه الشرب، وفاتورة ثالثة للصهريج: فكيف يكون هناك مياه للصهاريج ولا توجد في قساطل الدولة؟
٤- ولا كهرباء أيضاً، لذلك يتكبّد المواطن فاتورتين على الأقل بدلاً من واحدة، أولاهما للشركة والثانية للمولد…
إذاً، لا مياه ولا كهرباء والأهم من هذا وذاك هناك جو غربة بين المواطن ودولته، إذ ان أخبار الصفقات والرشى وأصحاب الملايين المنتفعين الذين في السلطة (…) ولا يرى اللبنانيون مسؤولاً واحداً قيد المحاسبة.
٥- الوعود كلها التي يقطعها الزعماء يبقى أكثرها حبراً على ورق أو هباءً منثوراً… وأقله تبقى صعبة التحقيق لأنها تستعمل فقط في المعركة الانتخابية، حتى ان بعض المرشحين، وبعد انتهاء المعركة الانتخابية، استغنوا عن الأكثرية الساحقة من الذين وظفوهم في المعركة.
٦- نسمع أنه إذا انتقلنا من الفيول أويل الى الغاز، فهذا يوفر على الخزينة ملياري دولار، نسمعه منذ أيام المرحوم جورج افرام، إلاّ أنّ أحداً لا يعرف لماذا لم ينفذ هذا الوعد.
أما ما جرى أمس فيطرح سؤالاً: في هذه الأحوال الصعبة هل إذا تظاهرنا وحطمنا ممتلكات الدولة (…) هل يحقق ذلك المطالب؟ هل نبقى في هذه التصرفات البربرية؟ وهل الإعتداء على الزملاء الصحافيين والمراسلين الإعلاميين وأيضاً الإعتداء على الأملاك العامة والخاصة يحققان الهدف؟ أو هل تحققه الشتائم؟
لماذا يصر الانسان على العودة الى الهمجية والتخلف، لبنان بلد الثقافة والعلم والجمال وليس وطن التخلف والهمجية.
أخيراً وليس آخراً: غير مقبول تحت أي نظرية شتم الرؤساء وكبار المسؤولين وحتى الانسان العادي، نستطيع أن ننتقد ولكن ضمن الآداب العامة، ونأمل من القضاء أن يدقق في الڤيديوات التي عمّمت وفيها الشتائم والتصرفات ضد الرؤساء والمسؤولين ويحقق مع المرتكبين.
عوني الكعكي