IMLebanon

بلد الأزمات والمشاكل!

البلد غارق في الأزمات.

ومحبط في أحلامه والآمال.

إلاّ أن قضيته الأساسية متشعبة الأوصال.

تحوطها الكوارث، وتنتابها المشكلات والأنواء.

من هنا تتزاحم على لبنان، نيّات وعقد وارزاء في مرافق البلاد.

وتنساب على الوطن والمواطن.

ولعل الكارثة الكبرى، تكمن في إذكاء العداء على الجيش.

صحيح، ان العداء للجيش، لا أرض ولا أرضية له.

وان الأهالي من عكار الى البقاع.

ومن بيروت الى طرابلس وصيدا وزحلة، يحتضنون المؤسسة العسكرية.

إلاّ أن هذا الاحتضان هو الشعور، بأن لا وطن من دون جيش.

كان بشارة الخوري، يقول لفؤاد شهاب، إن لبنان، لولا الجيش لما كان وطنا.

ولذلك، عندما فكّر الرئيس فؤاد شهاب في حقبة الستينات في الاستقالة من رئاسة الجمهورية، أرسل صديقاً عزيزاً عليه، الى رئيس الجمهورية السابق، ليعرض عليه تسلّم الرئاسة الأولى مؤقتاً.

عاش فؤاد شهاب، قبل انقلاب الحزب السوري القومي الاجتماعي عليه، وبعده بسنوات تنتابه نوبات العزوف عن الحكم. الى ان أيقن في العام ١٩٦٤، ان عزوفه عن الحكم واجب، لا عارض ولا مرض ولا يأس من اصلاحه، بل هو غروب ونضوب.

صحيح، ان لقاء الخيمة مع عبدالناصر، عند الحدود اللبنانية – السورية أعطاه نفحة أمل، بإمكان الحكم وزوال غروبه عنه. إلاّ أن السنوات الآتية، جعلته يقتنع في العام ١٩٦٤، باختيار الرئيس شارل حلو، ليواصل الوكيل، ما عجز عنه الأصيل.

غاب فؤاد شهاب، ولم تغب غربته عن أجواء الحكم.

بعد قرابة نصف قرن، يعترف الوزير سجعان قزي أن أسوأ رجل دولة، هو الذي يريد تحقيق انجازاته، اثناء وجوده في السلطة.

ويقول وزير العمل لمجلة الصحة والانسان، إن رجل الدولة الحقيقي هو الذي يعمل لأجيال وليس لساعات.

في حديث الوزير قزي، اشارة الى أن ثمة قضايا لا استطيع انجازها كوزير، وأتمنى أن يكون لها استمرار.

ويستطرد: ترشيد العمل وجعل الوزارة في خدمة المواطنين، وتسهيل امورهم، بدل تعقيدها، هي العقدة والأساس.

وكما سعى فؤاد شهاب الى ولادة الدولة، ذهنية وممارسة وعطاء، هكذا يسعى وزير العمل الآن الى بلورة مفاهيم تمهد لولادة قانون جديد، كاشفاً عن صراع سياسي لافت، حول مشاريع القوانين الاجتماعية المقدمة الى مجلس النواب.

والوزير في اي موقع يكون، يراهن على المستقبل، لكنه يدفن طموحاته احيانا، وهو ساع الى تحقيقها.

وبين المواقع تختلف فرص العمل، وتتباين ظروف العطاء، لكن المثابرة على المتابعة واجب.

كان الرئيس الياس سركيس يشدد امام الوزير فؤاد بطرس، على ان سر نجاح الدولة، هو في معرفة اسباب يأس الرئيس المعلم فؤاد شهاب من امكان الاصلاح، قبل غروب الدولة عن اجواء العطاء.

قال الشاعر الباكستاني محمد اقبال ذات يوم، إن الشمس، عندما تكون على وشك المغيب، تودع بنان شعاعها، وهي تسقط عند الأفق، بين السماء والمياه، وكأنها تزرع في الآنام، انها ستعود الى الشروق مجدداً.

هل قصف الآمال، في اذهان الناس، انعدام الرأي وغياب الرؤية، عن الحياة، في زحمة العمل والنسيان؟

ربما نعم، وربما لا، لكن هذه هي نعمة الحياة.