ملاحظة وتحذير: لا تكرر أي اسماء واردة في هذا النصّ ولا تنطقها.
بلدٌ مُعَفرت، بالأمس سُرّب أنّ الحكومة ستولد مع ميلاد السيد المسيح، يعني «راحت لكانون» وطار موعد الويل والثبور وقلب الطاولة في 1 أيلول، البحث عن مخارج بات خارج قدرات السياسيين اللبنانيين لأنهم يمتلكون خبرة تقتصر على التعقيد، أمّا فكّ العقد وحلّ المربوط وربط المحلول من اختصاص جماعة الأعمال العلويّة والسفليّة، بلد «معملّو عَمَل»!
من المفيد أن يلجأ أصحاب الشأن إلى ذوي القدرات الخارقة والاستعانة بالكتب المتخصصة علّها ترشدهم في هذه الطرقات «العكشة» التي لم توصلنا بعد إلى تشكيل حكومة، نقترح عليهم البدء بالأقل خطورة فليجربوا كتاب «البيان في علم الكوتشينة والفنجان»، اللبنانيون يحبّون «التبصير» بالفنجان وقراءة ورق التارو، وهناك محطات تخصص حلقة في الأسبوع لتقرأ طالع المشاهدين، وإذا حدث وتعقّدت بالفنجان والكوتشينة، هناك كتب أخرى متاحة، ويا ليت الكلّ يجتمع في جلسة واحدة ولا داعي للقلق فجماعة الجان والأبلسة فيهم من كلّ الأديان والمذاهب، ولغتهم السريانية وهنا «ستنقش» مع الأقليات اللبنانية!
طبعاً الملك ألفونسو «مش أحسن من قياداتنا»، وقبل أن يغمقوا في بحوث الكتب العفريتيّة فليجربوا كتاب «سرّ الأسرار» والذي يعرف أيضاً باسم السياسة والفراسة في تدبير الرئاسة، وهو كتاب منحول لأرسطوطاليس، ويضمّ مزيج من القصص وبعض القواعد في السياسة وفي الصحة والتغذية، وقيل إن أرسطو أرسل الكتاب إلى الإسكندر المقدوني، ونقله إلى العربية يحيى بن البطريق، ومن ثم نقل الكتاب إلى اللاتينية في القرن الثالث عشر الميلادي واكتسب شهرة واسعة في أوروبا، «ولّهْ ولَهْ» إذا لم تنفع قواعد السياسة والصحة والتغذية، فهناك أيضاً كتاب غايات الحكيم (بكاتريكس) وينسبه البعض الكتاب إلى سهل بن بشر وذلك لورود اسمه في النسخة اللاتينية والبعض ينسبه إلى مسلمة المجريطي، ويتطرق إلى علم الفلك والتنجيم والطالع، وقد تمت ترجمته إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر على يد مجهول لصالح الملك الفونسو، ثم لاحقاً إلى اليونانية، في تلك الفترة تم اعتباره كواحد من أكثر كتب السحر الأسود مقتاً.
«ولّهْ ولَهْ» إذا لم ينفع أي من الكتابيْن، فهنا لا بدّ من الخطر بُدّ، فهناك مجموعة معتبرة من الكتب قد تفكّ العقد اللبنانيّة، أو ستصيب سياسيّو لبنان بـ»لطشة عفريتيّة» تريحنا وتريحهم، ومن هذه الكتب المعتبرة «مخطوطة هاروت وماروت للراهب قبطوئيل السوداني» و»السحر الأسود الأصلي» ـ إحذروا التايواني ـ و»السحر الأحمر في تسخير الجن وحل العُقد»، و»كتاب ديميس اليوناني» و»شمس المعارف الصغرى للعلامة أحمد بن علي البوني» و»كتاب سحر في السفليات (صرف عمومي)» و»كتاب عزائم قوية منها البرهتية» و»كتاب طمطم الهندي»، وهناك أيضاً من أوروبا «كتاب مطرقة الساحرات مُحاكمة الساحرات»، وإن عجز عفاريت كلّ الكتب المذكورة آنفاً فهناك كتاب سويجا ويسمى ايضا الداريا، بحث كتب في القرن السادس عشر عن السحر، كان يعرف بامتلاك أحد اساتذة اليزابيث جون دي. بعد موت جون، اعتُقد باختفاء الكتاب حتى 1994، عندما وجدت مخطوطتان، واحده في المكتبة البريطانية في لندن، والاخرى في مكتبه بودلي في اكسفورد. وننبه هنا إلى ما يقال عن أنّ من يقرأ الكتاب يصاب بلعنة الفجفوجة ويصعب فكها 2% فقط من نجو من تلك اللعنة، وبحثت عن معنى «لعنة الفجفوجة» فلم أعثر لها على تفسير، «المهم أنها لعنة».
وسيؤازرهم في هذا البحث الشاق لتشكيل الحكومة الملوك السبعة:1»- روقيائيل هو حاكم فلك الشمس الموكل بسيرها وهو صاحب يوم الأحد، 2- جبرائيل هو حاكم فلك القمر والموكل به وصاحب يوم الاثنين، 3- سمسمائيل حاكم فلك المريخ وصاحب يوم الثلاثاء، 4- ميكائيل حاكم فلك عطارد وصاحب يوم الأربعاء، 5- صرفيائيل حاكم فلك المشتري وصاحب يوم الخميس، 6- عنيائيل حاكم فلك الزهرة وصاحب يوم الجمعة، 7- كسفيائيل حاكم كوكب زحل وصاحب يوم السبت»، مدعومين من قبائل وأرهاط الجن من بني القماقم، بني النعمان، بني قيعان، بني دهمان، بني غيلان، الشماشقة الغاوون، الطماطمة (من الأبالسة) والدناهشة (من الأبالسة أيضاً)، سكان المزابل ـ وما في أكتر من المزابل عنّا ـ وسكان الخرابات، وبني الأحمر (وهم كثيرون جدا وملكهم الملك الأحمر) والميامين (من أكبر القبائل أعداداً منهم الملك ميمون ابانوخ وميمون السحابي وميمون السياف وميمون الغواص وميمون الغمامي وميمون الطراق وميمون الأسود وميمون ابن سليط وميمون الخطاف) وأهل الزوابع ومنهم الملك الابيض زوبعة، وأولاد أبو الجن وهم أربعة (مازر، كمطم، قسورة، طيكل)، وكذلك الملوك الملك عبدالله المذهب، الملك مرّة، الملك أبا محرز الاحمر، الملك برقان ابا العجائب وقد قتله الملاك كرميائيل وجلس مكانه ملك مسلم يدعى برقان، والملك شمهورش وهو ملك طيب وهو قاضي الجن، والملك الأبيض، والملك ميمون ابانوخ، ومن ملوك اليهود الأسد الغضوب الملقب بأبو العهود والليث الوثوب، والملك زنقط ويحضر على هيئة قط او نمر، والقط الأسود واسمه (ظام) وهو عون شديد من أعوان الملك ميمون ابانوخ، وهناك أيضاً من عند إخواننا المسيحيين خربط ابن زخبيلة، وطلمش ويحضر في تلابيس الصرع، وفوقهم هناك أبناء الشياطين عزازير وزيتون وساروخ ودنهش وهناك ذات المحاسن وعائنة ونائلة ام الشعور المائلة وزيتونة ومشفقة وبنات الخناس وناصور وميمون النكاح وسنجاب ابن البواب وزعزوع»…
وإذا حدث وفشل كلّ هؤلاء في تشكيل الحكومة عندها قولوا على البلد وأهله «يا رحمن يا رحيم».