ميرفت سيوفي-نصف هدوء إذ لا يكاد يمرّ يوم من دون أن يخرقه حدث، يطرح اللبنانيون حوله ألف سؤال، آخرها كان بالأمس في عقد مدير عام وزارة المالية مؤتراً صحافياً من دون إذن الوزير المختص، بلد «كلّ مين إيدو إلو»، البحث عن مخارج لأزمات لبنان وحركات فرقائه السياسيين و»زِلْمِهم» بات خارج قدرات المسؤولين فهؤلاء يمتلكون خبرة تقتصر فقط على التعقيد، أمّا فكّ العقد وحلّ المربوط وربط المحلول من اختصاص جماعة الأعمال العلويّة والسفليّة، بلد «معملّو عَمَل»!الملك ألفونسو «مش أحسن من قياداتنا»، وقبل أن يغمقوا في بحوث الكتب العفريتيّة فليجربوا كتاب «سرّ الأسرار» والذي يعرف أيضاً باسم السياسة والفراسة في تدبير الرئاسة، وإذا لم ينفعهم الكتاب المشهور، فهنا لا بدّ من ركوب الخطر بمجموعة معتبرة من الكتب قد تفكّ العقد اللبنانيّة، أو ستصيب سياسيّو لبنان بـ»لطشة عفريتيّة» تريحنا وتريحهم، ومن هذه الكتب المعتبرة «مخطوطة هاروت وماروت للراهب قبطوئيل السوداني» و»السحر الأسود الأصلي» ـ إحذروا التايواني ـ و»السحر الأحمر في تسخير الجن وحل العُقد»، و»كتاب ديميس اليوناني» و»شمس المعارف الصغرى للعلامة أحمد بن علي البوني» و»كتاب سحر في السفليات (صرف عمومي)» و»كتاب عزائم قوية منها البرهتية» و»كتاب طمطم الهندي»، وهناك أيضاً من أوروبا «كتاب مطرقة الساحرات مُحاكمة الساحرات»، وإن عجز عفاريت كلّ الكتب المذكورة آنفاً فهناك كتاب سويجا ويسمى ايضا الداريا، بحث كتب في القرن السادس عشر عن السحر، كان يعرف بامتلاك أحد اساتذة اليزابيث جون دي. بعد موت جون، اعتُقد باختفاء الكتاب حتى 1994، عندما وجدت مخطوطتان، واحده في المكتبة البريطانية في لندن، والاخرى في مكتبة بودلي في اكسفورد. وننبه هنا إلى ما يقال عن أنّ من يقرأ الكتاب يصاب بلعنة «الفجفوجة» ويصعب فكها 2% فقط من نجوا من تلك اللعنة، وبحثت عن معنى «لعنة الفجفوجة» فلم أعثر لها على تفسير، «المهم أنها لعنة».بلد يحتاج لتهدأ ملائكته ولكن أزماته اليومية المعقودة لإلهاء مواطنيه عن العقد الكبرى والمخيفة إلى الملوك السبعة: 1»- روقيائيل هو حاكم فلك الشمس الموكل بسيرها وهو صاحب يوم الأحد، 2-جبرائيل هو حاكم فلك القمر والموكل به وصاحب يوم الاثنين، 3- سمسمائيل حاكم فلك المريخ وصاحب يوم الثلاثاء، 4- ميكائيل حاكم فلك عطارد وصاحب يوم الأربعاء، 5-صرفيائيل حاكم فلك المشتري وصاحب يوم الخميس، 6- عنيائيل حاكم فلك الزهرة وصاحب يوم الجمعة، 7- كسفيائيل حاكم كوكب زحل وصاحب يوم السبت»، وهؤلاء وحدهم غير قادرين على حلّ العقدة اللبنانيّة «اللي ما بتنحل» بل يحتاجون إلى دعم قبائل الجن من بني القماقم، بني النعمان، بني قيعان، بني دهمان، بني غيلان، الشماشقة، الطماطمة (من الأبالسة) والدناهشة (من الأبالسة أيضاً)، سكان المزابل ـ وما في أكتر من المزابل عنّا ـ وسكان الخرابات، وبني الأحمر، والميامين (من أكبر القبائل أعداداً منهم الملك ميمون ابانوخ وميمون السحابي وميمون السياف وميمون الغواص وميمون الغمامي وميمون الطراق وميمون الأسود وميمون ابن سليط وميمون الخطاف) وكذلك الملوك الملك عبدالله المذهب، الملك مرّة، الملك أبا محرز الاحمر، الملك برقان ابا العجائب وقد قتله الملاك كرميائيل وجلس مكانه ملك مسلم يدعى برقان، والملك شمهورش وهو ملك طيب وهو قاضي الجن، والملك الأبيض، والملك ميمون ابانوخ، ومن ملوك اليهود الأسد الغضوب الملقب بابو العهود والليث الوثوب، والملك زنقط، إلى آخر سلاسل رؤساء العفاريت وقيادات الجنّ والأبالسة.هذا الهدوء النسبي الذي يسود الأجواء السياسيّة مؤقّت إلى حين تتعقد الأمور من جديد أمام أي ملفّ يقفز من الظلّ ويستنفر الجميع للتقاتل باسمه، خصوصاً أن الجميع يلعبون هذه الأيام في وقت ضائع إسمه «الحرب على الفساد»!