معظم الناس تريد بلداً يستوعب حاجاتها والآمال.
وأكثر المواطنين، يفتشون عن وطن يستوعب رغباتها في وظائف وأعمال.
جاهز لتلبية الآمال.
ولا الوطن يستوعب الطموحات.
واذا أردت الاستفسار عن الامكانات، يصدمك الجواب، بأن طالب الوظيفة أو العمل، بأنه راضٍ بأي عمل تعرضه عليه.
يوم تتوافر الأعمال، لا يعود مقبولاً ومتاحاً العمل، إما لأن الشروط صعبة، وإما لأن الامكانات محدودة.
ما المطلوب اذاً.
والجواب ان البلد مؤهل لاستقبال معظم العروض.
ولا الوطن متاح لكل شخص للعمل في أهداف يريدها المواطن، ولا يستوعبها الوطن.
دهمت البلد أزمة النفايات…
لكن معظم المشاكل معقدة.
في عكار أزمة سرار.
وفي طرابلس قضايا أمنية، وأوضاع تنتابها الحزازات.
أما في المتن، فثمة قضايا عتيقة، ويحاول رجل عتيق في السياسة، أن يجد لها مخارج وحلولاً.
ويسري الأمر على الضاحية الجنوبية، ويصل الى البقاع، ويمرّ في جوار عرسال.
لماذا هذا البلد من دون حلول.
***
كان لبنان يواجه أزمة حادّة في السياسة الداخلية والخارجية.
وأبرز هذه الأزمات، عجز أركان النظام عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فريق ٨ آذار، يرفض النزول الى مجلس النواب، لهذا الغرض.
وجماعة ١٤ آذار تريد أن ينزل النواب الى البرلمان، ويختاروا رئيساً للبلاد.
والفريق الثالث يعتبر ان دور المجلس الآن، اجراء الانتخابات الرئاسية أولاً.
طبعاً، من دون نسيان وجود فريق لا يُستهان به، يسعى الى رئيس جمهورية قوي، يتمتع بالصلابة والكفاية.
إلاّ أن ثمة فريقاً، لا يجد أملاً في البرلمان الممدد لنفسه، ولا رغبة عنده، في تكرار الأزمات السابقة… حيث يأتي رئيس ضعيف، ويتحكّم به النواب والسياسيون، وهو لا يتحكّم بشيء.
أخيراً، ضاع رئيس المجلس النيابي، في الشلل الحكومي، فعمد الى تعيين جلسة للتشريع النيابي.
والعارفون بالأسرار، يقولون ان الميثاقية مطعون بها، لأن التغطية المسيحية غير متوافرة عملياً فيها، ولا سيما ان القوات اللبنانية ستقاطع الجلسة، وان التيار الوطني الحر يواجه اشكالات دقيقة، لكنه يرى في توافقه السياسي مع القوات مخرجاً لأزمة قائمة.
لا المطامر تشكّل حلاً.
ولا المكبّات تحلّ الأزمة.
والعقدة في الشويفات، مزدوجة، ذلك ان الأمير طلال ارسلان، يحمل في يديه مفاتيح الحلّ، وهو ليس حلاً، ويشكّل انقلاباً على مطار بيروت الدولي.
والبلاد وصلت الى حقبة، مفعمة بالكوارث السياسية والأزمات البيئية.
هل تكثيف المطامر، في معظم المناطق، يقود الى فيدرالية النفايات.
أم ان ما يجري نوع من التقسيم، أو جزء غير مرغوب فيه، من التقاسم الطائفي.
ثمة مشكلة أساسية برزت، ألا وهي ترحيل النفايات الى الخارج. وهذه أزمة لا حلّ لأزمة قائمة. –