Site icon IMLebanon

الانقلاب على التحالفات؟!

كثيرا من يتحدث في هذه الايام، كل من لا علاقة  وثيقة  له بالاستحقاق  الرئاسي، لاسيما من هم لا في العير ولا في النفير، الى حد القول ان «الطحشة» على الرئاسة الاولى تعدت المنطق والمعقول، خصوصا ان من يفترض بهم الادلاء بأرائهم يلزمون الصمت، بعكس الذين لا يهتم احد بما يصدر عنهم، خصوصا ان ثمة شخصيات يعلق الجميع اهمية على ما تقوله، ليس لرفع العتب، بل لان الامور تجري باتجاهات لا بد من الاخذ بها، ان لجهة الذين يملكون اصواتا نيابية مؤثرة او لجهة  الذين يفترض بهم ان يدلوا بأصواتهم (…)

والذين ينتظرهم البعض لمعرفة مواقفهم لا يتحدثون عما يجب عليهم اتخاذه من اراء ومواقف خصوصا بالنسبة الى حزب الله وكتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تعهد بأن يلتزم الصمت حتى الايام الاخيرة التي تسبق الثامن من شباط المقبل موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الا اذا كان الحسم السياسي سيقتصر على من ليس في وسعهم ان ينقلوا او يزيدوا من معدل اصوات الناخبين؟!

هذا الشيء معروف بمعدلات قياسية، لان من هم مع هذا المرشح او ذاك مطلوب منهم الاخذ في الاعتبار معدل الاصوات الحقيقية، مع العلم ان ما هو بصدد الحصول  عليه المرشح العماد ميشال عون لا يحتمل تأويلا بحسب ما ينسب الى المرشح الاخر رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي لا يزال طرحه السياسي يدور في افق الاجتهاد ليس الا، فضلا عن ان احدا يستحيل عليه تأكيد ترشيحه باستثناء ما ينسب الى مقربين منه.

الجدية في هذا المجال تحتاج الى من يتبناها، خصوصا من جانب من سبق له ان قال ان حزب الله يدعمه في ترشيحه والمقصود هنا هو رئيس تكتل التغيير  والاصلاح العماد ميشال عون الذي سبق جميع من يتحدث الاعلام  عن انهم يخوضون المعركة الرئاسية بجدية مطلقة، وهذا من الصعب بل من المستحيل على حزب الله ان ينكر عليه تأييده في ترشيح نفسه قبل اي طرف اخر، لاسيما طرف 14 اذار الذي سبق له ان اعرب عن تأييده ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية  الدكتور سمير جعجع قبل ان يعودوا ويسحبوا البساط من تحت قدميه الامر الذي استدعى خطوة من الاخير بحجم الانقلاب على تحالفه مع تيار المستقبل تحديدا، وصولا الى تبني ترشيح الجنرال!

المهم في نظر البعض عدم التوقف عند المتغيرات التي احدثها انسحاب جعجع من السباق الرئاسي بل معرفة ما اذا كان حزب الله سيبقى على موقفه الجدي والرصين من ترشيح عون، بعد طول تفاهم على الاساسيات بين الجنرال والحزب، ما يستحيل على احد القول عنه انه كان من صلب الماضي السياسي للجانبين، لاسيما ان المعروف عن حزب الله التزامه الاخلاقي والسياسي  والمبدئي بتحالفه مع التيار الوطني بعكس ما سبق وحصل بين جهات سياسية تقليدية باعت تفاهمها بأبخس الاثمان؟!

وما يجب على الجميع الحذر منه ان ثمة من يستبعد حصول تغيير في موقف  حزب الله من عون والعكس صحيح  على رغم ما طرأ اخيرا من تصحيح الخلل السياسي الذي كان سائدا  العلاقة بين التيار الوطني وحزب القوات قبل ان يفجر جعجع قنبلته في لقاء معراب الذي فاجأ الجميع من دون استثناء اضف الى ذلك ان المراقبين وجدا  انفسهم في حذر مقيم  جراء ما حصل  من غير ان تصل بهم  التوقعات الى حد تعليق التفاهم القائم بين الحزب من جهة وبين التيار الوطني من جهة ثانية!

وما يثير التساؤل في هذا الصدد ان حزب الكتائب  اوضح بلسان رئيسه النائب سامي الجميل انه يتطلع الى معرفة ما على عون اتخاذه من مواقف  قبل ان يعطيه صوته النيابي، الى حد القول انه سيكون له موقف قبل ان  يعرف بماذا سيطلع عون من تظرته الى الرئاسة التي يسعى اليها، وهذا التساؤل لن يرضي الكتائب عموما، الا في حال انقلبت مواقفه باتجاه الاعلان عن نيته انتخاب المرشح سليمان فرنجية وهذا من الواجب التحسب له بمستوى تكرار ترشيح الرئيس امين الجميل من غير حاجة الى استعداد  سياسي من الواجب التحسب له كونه غير مستبعد تماما من حسابات الاخير؟!