Site icon IMLebanon

«تسقط المحكمة».. تغريدة مدوّية بعد القرار ـ «الفضيحة»

بهذه الفجاجة قالتها المحكمة العسكرية، اعطت ببراعة لجرائم القتل وتهريب السلاح والعبث بالامن والبلاد، احرفا وكلمات، وحولتها الى «احكام عار» صادرة باسم الشعب اللبناني. تفعل ذلك بطريقة واضحة، ومن دون دوران حول الفكرة، تتفوق على كل الانظمة الدكتاتورية في صراحتها. تصدر احكامها بكل تلقائية، ولعلها حتى الساعة لم تفهم حملة الاستنكار ضد القرار الذي اصدرته بحق «ناقل المتفجرات» ميشال سماحة. متصالحة هذه المحكمة مع نفسها، ومع الخط الذي ارتضته لنفسها منذ عصور، ومع الصورة التي تريدها. تصدر قرارها الاتهامي الاول بحبس سماحة لاربع سنوات ونصف، فتواجه بحملة مستنكرة مستندة على ادلة قاطعة لا لبس فيها بتاتا باعتراف سماحة نفسه، لكنها تعيد الكرة. الم نقل ان المحكمة العسكرية متصالحة مع نفسها؟

يخرج ميشال سماحة من سجنه بهدوء تام اذاً، بكفالة قدرها مئة وخمسون مليون ليرة بشرط حضور كل جلسات المحاكمات وعدم مغادرة لبنان لمدة سنة اضافة الى عدم الادلاء باي تصريح صحافي. اما موكله المحامي صخر الهاشم فأبى إلا ان يطمئن اللبنانيين بأن «الكفالة دفعت وسماحة سينام في منزله الليلة». خفة لا تحتمل في التعاطي مع الشعب اللبناني. ولكن بداية، يجب عدم التفاجؤ بما صدر عن الحكمة العسكرية التي لم يمضِ يومان على استدعائها لطفل عمره ثماني سنوات بتهمة معاملة القوى الامنية بقسوة منذ سنتين، اي منذ ان كان عمره ست سنوات، فما كان من الطفل وفور دخوله قاعة المحكمة الا ان ساءت حالته النفسية ودخل في نوبة بكاء وارتفعت حرارته خوفا. اذاً ماذا يمكن ان ننتظر من هكذا محكمة حازمة جازمة في الدفاع عن امن اللبنانيين وكل ما يهدد المؤسسات الامنية وعناصرها؟ طبعا فان جريمة هذا الطفل لا تقارن بجريمة ميشال سماحة، فهنا لا مجال لأي تشبيه بسيط حتى. فماذا فعل سماحة ليلقى مصيرا او حكما اكثر قساوة من الذي صدر؟ هو فقط نفذ توجيهات او كاد وبكامل ارادته صادرة من النظام السوري وتحديداً اللواء علي مملوك لنقل متفجرات الى الاراضي اللبنانية وتفجير مساجد وتجمعات دينية سنية ورجال دين آخرين بهدف اشعال نار الفتنة في البلد. 

فها هي المحكمة العسكرية تستكمل لعبة النظام السوري، لا احكام منصفة، لا ادلة قطعية تستوقفها ولا من يحزنون. حبذا لو اخبرت هذه المحكمة اللبنانيين عن نهجها، لكان وسام الحسن حيا ربما، ولما كان تكبد عناء تسجيل كل هذه الفيديوات، ولما كان اللبنانيون تذوقوا طعم الظلم المر، ولا رجال الدين السنة الذين لم يأبه سماحة لموتهم فيما لو استكمل مخططه. حياة اللبناني لم تعد ذات قيمة. لا الصورة ولا الصوت ولا الاعترافات الصريحة والواضحة افلحت في صدور قرار قضائي عادل بحق مجرم موصوف لانصاف لبنان واللبنانيين. فليعترف الجميع بذلك، من هنا البداية، وبعدها يمكن الانتقال الى نقاشات اكبر واكثر عمقا. 

قرار المحكمة فجّر موجة استنكار عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، الصفحات اللبنانية امتلأت بالتغريدات والجمل المنددة بالحكم وصولا الى المطالبة بإلغاء المحكمة العسكرية وكل المحاكم الخاصة في لبنان على هاشتاغ «#تسقط_المحكمة_العسكرية»، الذي رصد 1400 تغريدة بعد ساعة من انطلاقه ليصل الى صدارة الاوسام الاكثر رواجا في فترة قياسية. اما الشهيد اللواء وسام الحسن فكان الحاضر الابرز في بال اللبنانيين فكتبت صحة ميديا هاشتاغ «اغتيال وسام الحسن كان ثمن توقيفه سماحة، اليوم سماحة حر بشرعية قضائية، عاد ليكمل مشروعه فيما الحسن يرقد تحت التراب #تسقط_ المحكمة_ العسكرية«. وقال طارق ابو صالح «علي مملوك الذي أمر ميشال سماحة بتفجير مساجد طرابلس هو نفسه علي مملوك الذي أمر المحكمة العسكرية اليوم بالافراج عن»، وعاد وكتب «كفالة (العار) المئة والخمسين مليون دفعت من نفس المال الذي دفع منه ميشال سماحة 170 الف دولار لميشال كفوري لقتل الابرياءانه المال القذر الذي ينبع من طهران ليمر بالعراق والبحرين واليمن وسوريا ولبنان…».

اما راشيل جعجع فعلقت بسخرية على القرار وقالت «ولك إنتوا ليه هيك بتتسرّعوا ؟!! بتفهموا الدولة عطول غلط، هني بدّن يطلعوه بس تا يلحقوا يبعتوه مع أوّل نقلة زبالة». جمال الارز قال «ان كانت تفجيراتك ومخططاتك وقتلك للناس هي من صنع الممانعة فانت بامان». ومن جهته ذكر نواف بما جاء في احد الفيديوهات على لسان سماحة «للتذكير فقط يسأل المصور ميشال سماحة: في شيوخ سنة. يجيب سماحة: كلو كلو يصطفلوا». هند خالد لفتت «عندما يفرج القضاء العسكري اللبناني عن ارهابي ثبت بالصوت والصورة تعامله مع جهات خارجية للقيام باعمال ارهابية لتفجير فتنة طائفية داخل بلده فهذا يعني ان الدولة اللبنانية تشجع على الارهاب وما عمليات الدهم والقبض على مطلوبين ارهابيين كل يوم سوى استعراضات قوة على «ارهابيين صغار». وسأل حارث سليمان «مش هيدي ذاتها المحكمة التي مثل امامها طفل بعمر ثماني سنوات بتهمة معاملة رجال الامن بالقسوة. عدالة لبنان متل البطيخ». 

وكان اسامة وهبي الاكثر وضوحا في وصف القرار «القتل والإجرام ليس فرداً أو مجموعة أفراد، هو منظومة متكاملة، فيها كل الرتب، تبدأ برئيس النظام أو الدولة وتنتهي بالمجرم الصغير الذي يضغط على الزر، في هذه المنظومة تجد الرئيس والوزير والنائب والصحافي والقاضي والمحامي وجموع المبررين والمصفقين والمطبلين والمزمرين والشامتين والمحرضين والمخططينوالمنفذين…!!! # الإرهابي _ ميشال _ سماحة هو حلقة صغيرة في هذه المنظومة القاتلة المجرمة، خروجه ليس الكارثة، الكارثة الكبرى أن هذه المنظومة القاتلة ما زالت تعمل في لبنان ولها كلمتها في القضاء اللبناني!!! الإرهابي ميشال سماحة والعميل فايز كرم وجهان لمحور واحد». وكتب الشيخ هاني منقارة متوجها الى حلفاء سماحة «بحسد اللي ما حسو بالعار من اطلاق سراح سماحة … هول الوحيدين اللي قادرين يعيشو بهيك مزرعة فلتانة يلا هيك بدو بشار». ونشر شربل طانيوس صورة لنعش الشهيد وسام الحسن معلقا «لبنان حكاية كلها الم وظلم وفجور منعتذر منك يا حضرة اللواء». وشدد تمام العلي على وجوب الغاء المحكمة العسكرية «لا يجوز تحت اي سبب من الاسباب الابقاء على المحكمة العسكرية نعم لالغاء كل المحاكم الخاصة». وختاما علقت الناشطة لارا صقر منتقدة الحكم بالقول «بكرا الدولة بتلاحقنا كرمال الهاشتاغ، لا يسمحولنا اطلاق سماحة فضيحة الفضائح التي اسقطت القضاء بالضربة القاضية».