بالتأكيد لا تتحمل مقالة اليوم إطلاق وصف «عزيزي» الأكثر تطرفاً في التعبير و»رفع» حرابِ الحزب الإيراني الذي ينتمي إليه «عزيزي نوّاف»، وهذا الوصف «عزيزي نواف» ضروري هنا ليؤكد أن ما بيننا وبين «عزيزي نواف» هوّة كبرى إسمها لبنان الوطن والدولة، هوّة تؤكّد أنّ «عزيزي نوّاف» ليس في الجانب اللبناني بل يقف في محور يتبجح بأنه بسط سيطرته على دول عربيّة أربعة، ثمّ «تفركشت» هذه السيطرة، فطارت السيطرة في اليمن، وعلق «الموس» اللبناني في البلعوم «الزلعوم» الإيراني، وكيفما حاول ابتلاعه سيذبحه ومن كافّة الاتجاهات!!
»عزيزي نوّاف»؛ طوال الأيام الماضية «استلمتو» الشعب اللبناني بـ»الدور» أنت ونواب حزبك، وعمائم قياداتكم وهي تعلن: «لن نسمح بكسر العماد ميشال عون»، كل هذا الدّعم، والخلاصة التي حصل عليها ميشال عون من كلّ هذا الدعم «الحَكَوي» هي تسريح العميد الركن شامل روكز متقاعداً، وأقول لك بصراحة «عزيزي نواف» أكثر ما يسعدنا، هو «دعمكم الوهمي» للنائب ميشال عون، وها أنتم تعيدون اليوم سيناريو العام 2008 عندما سحبتم بأيديكم حلم الرئاسة من فم ميشال تحت عنوان «السيّد وعد»، وتدركون تماماً أنّه عندما تأتي اللحظة الإقليمية والدوليّة، سيقف عون ـ أو قد لا يقف، من يدري ـ عاجزاً أمام جملة تتكرر على مسمعه: «السيد وعد»، كثّر الله من وعودكم «عزيزي نوّاف»!!!
»عزيزي نوّاف» أطلقت اليوم تصريحاً لكأنّك الوكيل الشرعي لمنصب رئاسة الجمهوريّة، أو «القيّم الفاتيكاني» على مهمّة اختيار الرئيس المسيحي الماروني للبنان، فألقيت اليوم خطاباً عظيماً قلت فيه: «يجب أن يكون صاحب قرار مستقل لا يخضع للضغوط، وها نحن قد قلنا إن الجنرال عون أهل لهذه المهمة، لأن العالم كله يعرف أنه حين وقف الجميع ما عدا القلة في محاولة لإجباره على اتخاذ موقف معين، فقد رفض يومها وقال: «أنا أسحق ولا أوقع»، «كَنوّاف العزيز» (تحبباً) كأنّك لم تقرأ تاريخ العامين 1989 و 1990، فمن أسميته بصاحب القرار المستقل، غادر إلى السفارة الفرنسية في بضع دقائق ولا يخفاك «عزيزي نوّاف» أن هذه المغادرة تركت انطباعاً سيئاً جداً عندما عُثِرَ على زوجته وبناته في ملجأ القصر، وعثر على جثث بعض ضباطه وجنوده نفذ فيهم حكم إعدام سوري بالرأس واليد اليمنى، وكانوا قد تلقّوا أوامرهم منه بـ»القتال حتى الموت»!!
»عزيزي نواف» سياسة نفخ الحليف يترتّب عليها انتكاسات ومضاعفات عندما «تُكذّب الوعود الموعودة» خصوصاً وأنّ «التقيّة» تخوّلكم براحة ضمير إعطاء وعود والعودة عنها… وهنا تقتضي اللحظة أن أذكرك أيها «العزيز نواف» أنّكم فقط فريقٌ لاعب ـ لحساب إيران ـ من ضمن الأفرقاء الآخرين، ولستم الفريق الذي يقرّر، ولا التهديد الذي أطلقته ظنّاً أنه سيخيف «الفريق الآخر» بأنك حينها «لا نجد مفراً من الدعوة إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وليقصر حينها المجلس النيابي ولايته بعد إقرار قانون انتخابي عادل يؤمن التمثيل الصحيح والدقيق، وعندها نذهب إلى هذه الانتخابات العادلة التي تعيد من جديد تكوين السلطة في لبنان بدءا من مؤسسة المجلس النيابي إلى رئاسة الجمهورية فرئيس مجلس الوزراء فمجلس الوزراء، وهذا طريق آخر»!! هذا طريق لن يكون بمقدوركم أن تفرضوه، «العزيز نوّاف»، «ولك إدْعوا» بلدٌ بأمّه وأبيه يرفع أكفّه إلى السماء و»يدعو» عليكم ليلاً ونهاراً، سرّاً وجهاراً… «ربنّا لا تذر على الأرض من فيلق القدس وحزب الله وميليشيا الحشد العراقي وميليشيا بشّار الأسد ديّاراً»…
»العزيز نواف»، سبقتكم كبار الدول إلى محاولة تغيير المعادلات، فقد سبق نظام الأسد إيران في فرض كلّ ما يريد فرضه إلى أن جاء يوم خرج من لبنان مذموماً مدحوراً على مرأى من شاشات العالم، أحرصوا على دعم ميشال عون، وواظبوا على «رفض كسره»، نحن نتّكل ونعوّل عليكم في هذه المهمّة، أما بالنسبة لـ»المرشّح الآخر» ـ كما أسميته ـ فانظر فقط إلى حال الدكتور سمير جعجع ؛ حتى الآن لم يتوسل منصف لضابط من عائلته، ولا كرسي وزارة لأحد أصهرته، وغير هذا وذاك لم نسمع محوراً ولا حزباً يقول: «لن نسمح بكسر سمير جعجع»، وهذا ليس منّة من أحد، فالمرشح الرئاسي سمير جعجع قدّم نفسه وبرنامجه وقبل كلّ هذه قدّم تاريخه، فالرجل ثابت طوال عمره في الدفاع عن لبنان، ولم يهرب من كلّ المعارك التي خاضها، فيما سواه هرب قبل أن تبدأ المعركة!!