IMLebanon

ينجح العهد بذهابه الى المواطن

لا بد من الاعتراف، بأن انتخاب العماد ميشال عون، رئيساً للجمهورية بدأ يعطي ثماره الطيبة، وفق وقائع ملموسة على الارض، تبدأ بعودة الحياة الى قصر الشعب الذي عاش يباساً وموتاً لمدة سنتين ونصف السنة، تبعها تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، وتم ذلك بفترة زمنية معقولة قياساً على التباينات الشديدة في مواقف الافرقاء السياسيين، وشكل انتخاب الرئيس وتشكيل كرة ثلج ايجابية، تمثلت بعودة الحيوية الى مجلس الوزراء والوزارات والادارات العامة، وبعودة لبنان الى دائرة الاهتمام الدولي والعربي والاقليمي، وبدأت القطاعات الاقتصادية تتنفس بعد صيام استمر سنوات، واتى تشكيل الحكومة على ابواب الاعياد المباركة، واجواء الاحتفالات الميلادية في معظم المناطق والمدن والبلدات والقرى، ليعطي صيغة العيش المشترك، معناها الحقيقي، ورغبة الاكثرية الساحقة من اللبنانيين في التمسك بها وحمايتها.

ويبقى امام العهد، لتكتمل انطلاقته الاسراع في اقرار البيان الوزاري المستوحى من نص  وروحية خطاب القسم، وفتح مجلس النواب ابوابه للمراقبة والمحاسبة والتشريع، والتوافق على قانون جديد للانتخابات النيابية، وبعد ملء الشواغر الضرورية في الوزارات والادارات، نزول الوزراء والمسؤولين الى الارض، ومعاينة مشاكل المواطنين الاجتماعية والاقتصادية والامنية والتربوية والبيئية والخدماتية، وتجنيد وزاراتهم واداراتهم ومجالسهم لتكون في خدمة الناس وحل قضاياهم وحاجاتهم، دونما حاجة الى هذه الطائفة او هذا المذهب والحزب والشخصية السياسية، بل تكون الدولة الواحدة هي الراعي والمدبر والمسؤول عن وطن وشعب، وهي التي تذهب الى المواطن وليس العكس.

في هذه المناسبة، لا بد من الاشارة والاشادة بالوعد الذي قطعه على نفسه وزير الاعلام ملحم الرياشي بانه «سينسف» وزارة الاعلام، طبعاً ايجابياً، ويحولها الى وزارة للحوار والتقارب والتحاب وقول الكلمة الطيبة، وسوف يكون آخر وزير لوزارة اسمها وزارة الاعلام، وليت الوقت يسمح من عمر هذه الوزارة، ليعيد الوزراء النظر في وزاراتهم المترهلة، الصدئة، فيقترحوا تحديثها وتطويرها، لتلحق بالتطور الذي تشهده وزارات الدول المتقدمة واداراتها. والتسهيلات الكبيرة التي يتمتع بها مواطنو هذه الدول، بدلاً من التسكع عندنا على ابواب الوزارات لانجاز معاملة، لا يأخذ وقت انجازها اكثر من دقائق معدودة.

*  *  *

فريق عمل رئيس الجمهورية، والمقربون منه، يؤكدون نيته وتصميمه على ادخال تحسينات اساسية عل عمل الادارات والمؤسسات، وهذا امر حسن، ولكن الاحسن، ان يضع العهد، نصب عينيه تحقيق ثلاثة انجازات، ستجعل منه فؤاد شهاب آخر، الاول، تحويل لبنان الى دولة قوانين مدنية بالكامل، بعد اصلاح القضاء، الثاني الغاء الطائفية السياسية، الثالث، اذا تعذر تحقيق الاول والثاني، تحقيق اللامركزية الادارية والتنموية الموسعة.

بخلاف هذا الانجاز، التغيير والاصلاح لن تقوم له قائمـة في لبنان مهما حسنت النيات، وبذلت مجهودات.

لم يعد في الثوب اللبناني، مكان للترقيع، وقد لا تأتي فرصة لانقاذ لبنان من عثراته، افضل من الزخم الذي وصل به العهد. والشاطر من يلتقط الفرصة.