Site icon IMLebanon

«التستّر» على «حزب الله»

 

«القياس» واحدة من القواعد التي استخدمها فقه الدّين والقضاء والقوانين، إذا استخدمنا «القياس» في ملفّ الجريمة، يُعتبر المتستّر على مجرم  شريكاً له في جريمته، هذه قاعدة عامّة، فكّ اللبنانيّون منذ أشهر شيفرة تعطيل حزب الله لعمليّة تشكيل الحكومة، فيما يستمرّ الرؤساء في استخدام سياسة»الرّمز» و»الإشارة» في الحديث عن «تعطيل التشكيل»، مع أنّ التهديد بمصارحة اللبنانيّين بالحقيقة استخدم أكثر من مرّة، ومع هذا تجنّب الرئيسان المعنيّان بملف  تشكيل الحكومة وتوقيع مراسيمها مخاطبة الشعب اللبناني بعد أكثر من سبعة أشهر من المماطلة بكشف هويّة المعطّل الحقيقي، الذي يعرفه اللبنانيّون من دون «جميلة» أحد من المسؤولين!

 

من المؤسف،أنّه حتى فخامة رئيس البلاد تحدّث بالرّمز والإشارة عمّن يريد إدخال «أعراف» على عمليّة تشكيل الحكومة، ولم ينصّ صراحة على ممارسة حزب الله لهذا التعطيل، ومن المفارقات، أنّ تيّار رئيس الجمهوريّة حاول فرض أعراف على عمليّة تشكيل الحكومة عبر وزير الخارجيّة جبران باسيل وقد أحسن حزب الله استخدام باسيل والحرب التي خاضها في وجه تمثيل القوات اللبنانيّة في الحكومة، استخدمه كـ «بارافان» اختبأ خلفه لأشهر بحجّة أنّ صراع التمثيل مسيحي ـ مسيحي، وعندما أسقط في يد الحزب بعد تفويت الفرصة عليه باستخدام «العقدة القواتيّة» اضطرّ أمين عام حزب الله حسن نصر الله للدخول مباشرة على خطّ التشكيل مخترعاً «كتلة نيابيّة» وهميّة مبتدعاً أزمة التمثيل «السُنّي ـ السُنّي»،من المؤسف أنّ لا يكون بمقدور رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف أن يصارحا اللبنانيّين بواقع وعمق الأزمة التي بلغها النّظام اللبناني، والتي تكاد تطيح بالبلاد والعباد!

 

«المتستّرون» على الفريق المعطّل هم أيضاً شركاء في «التعطيل»، خصوصاً أنّه يخوض محاصصة وقحة يتدخّل فيها في تمثيل طائفة غير طائفته، بل في هذا قمّة «الوقاحة»، ما يحدث أبعد بكثير من «تعطيل عهد» أو «تفشيل رئيس»، ما يحدث «فرطٌ للبلد» و»إجهازٌ» عليه لصالح أجندة إقليميّة، وما يفعله حزب الله هو نفس ما كان يفعله النظام السوري الذي اختطف «الورقة اللبنانيّة» ليستغلّها في مفاوضاته مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد عام 1993 تحت عنوان «وحدة المسار والمصير»، من دون هذا العنوان «النظام الإيراني»يختطف لبنان «ورقة» يضغط بها على الأميركي في لحظة مواجهة كبرى!

 

 

المتعارف عليه في أوقات الأزمات أن يخرج الرؤساء لمواجهة شعوبهم ومصارحتهم بحقائق الأمور، من غير المقبول بعد سبعة أشهر أن يترك الرؤساء الثلاثة اللبنانيّين الشعب نهباً لتعطيل معلوم وأن يستمرّ التعاطي معه بصيغة «المجهول»، ألم يحن الوقت بعد لوضع حزب الله أمام مسؤولياته في تعريض لبنان الوطن والدولة لـ «زعزعة كيانه» بوصفه فريق سياسي ملتزم ليس عقائديّاً فقط ـ حتى لا نختبىء بخيال إصبعنا ـ بل ملتزم سياسيّاً وحزبيّاً وماليّاً وميليشياويّاً بدولة غير لبنان، ويمارس سياسته في لبنان لمصلحة أجندتها وملفّاتها؟ متى ينطق الصامتون؟!