IMLebanon

الزحف العوني لن يفتح ابواب القصر

هل تشهد الجلسة المرتقبة في نهاية الجاري ولادة الرئىس العتيد وانهاء حالة الشغور التي تخطت العامين ونصف تقريبا ام ان الطبق الرئاسي لا يزال فجاّ في المطابخ الاقليمية والدولية المنهمكة في اعادة ترسيم المنطقة جغرافيا وديموغرافيا وهل من فرصة متاحة لصنع الرئىس محليا ولو لمرة واحدة فقط كما تجري العادة في لعبة التمديد للمجلس ولبعض القيادات فتتحول المرة الواحدة الى ديمومة وفق ما هو معروف على الساحة المحلية وهل يبقى رئىس مجلس النواب نبيه بري متفرجا بعد اعلانه توقفه عن التعاطي في الملف الرئاسي في انتظار ان يتعب الجميع في وقت يقضي فيه رئىس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط معظم ايامه في باريس على خلفية قناعته ان لا رئىس جمهورية للبنان في المدى المنظور.

وتقول اوساط مواكبة ان بري الذي سيغادر الى جنيف لحضور مؤتمر الاتحاد البرلماني في 19 من الجاري يشكل مع جنبلاط ثنائىا استثنائىا في معظم المراحل المفصلية، «فأبو مصطفى» الذي استبقى النائب سليمان فرنجية المرشح لرئاسة الجمهورية «ولو بقي لوحده» على مائدة الغداء في الاول من امس لا يزال مصرا على عدم وصول الجنرال ميشال عون الى بعبدا في وقت يستعد فيه «التيار الوطني الحر» للزحف الى «قصر الشعب» الاحد المقبل وسط تفاؤل لا مبرر له بقرب نضوج مبادرة الرئىس سعد الحريري بعد عودته المرتقبة من الخارج، بينما تعاكس حركة الوزير وائل ابو فاعور من السعودية واليها مكلفا من جنبلاط التفاؤل العوني كونه على علاقة مع القيادة السعودية التي لم تعلن، رضاها الكامل بعد عن جنبلاط الذي يسعى الى استعادة فيء العباءة السعودية التي كانت تظلله واضاعها في «ساعة تخل» يوم الاطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري وهو على عتبة البيت الابيض، على قاعدة ان تشييد البناء يحتاج الى اعوام. اما تدميره فيحتاج الى ساعة او اقل ويدرك انه وقع في هذا المحظور يوم تسويقه ودعمه للرئىس نجيب ميقاتي تحت شعار «الوسطية» ولم يكن احد من السياسيين على الساحات الاقليمية والمحلية يدرك ماذا خطط للمنطقة في الكواليس الغربية الاسرائىلية تحت شعار براق سمّي زورا «بالربيع العربي» الذي ازهر ذبحا وسحلا وحرقا واقتلاعا للمكونات الاجتماعية وفي طليعتها الاقليات من المسيحيين مرورا بالايزيديين وصولا الى دروز جبل السماق في ادلب.

وتشير الاوساط الى ان جنبلاط الذي «ختير» وفق كلامه يتربع على عرش من التجارب الحلوة منها والمرة في آن استخلص منها العبر يشاركه في ذلك بري فالرجلان يتقاسمان كاريزما واحدة في شخصين، تجمعهما كيمياء فريدة. وجهان لعملة واحدة لم تفرقهما الضراء ولم تبطرهما السراء،  واذا ما استدعى الامر والتطورات لغة العقل فانهما صاحبا كلمة فاصلة ولو على حد السيف، وربما هذا الامر جعل منهما هدفاً لدى «داعش» من جهة ولدى اجهزة خارجية من جهة اخرى، وعلى الرغم من تفاوت القوى بينهما وبين الاقطاب الاخرين من حيث الاحجام والاوزان الا ان الرجلين يشهد لهما بالثقل الوازن في صناعة الرئيس متى اتاحت الظروف ذلك، وهما اكثر من يتقن اعتلام الوحي او كلمة السر وفن التدخل في الكواليس لايجاد مخارج لا تزعج عواصم القرار بل تقنعها ببعض «الرتوش» وغالباً ما نجحا في ذلك.

وتقول الاوساط ان بري وجنبلاط يكمل احدهما الآخر وهما يدركان بعمق هذا الامر ويبرران لبعضهما من خلال منح انفسهما اسباباً تخفيفية، وربما «حرب العلمين» ابان حروب العبث شاهد على ذلك، حيث نجح الرجلان في تخطيها ومسح ذيولها، اما في «الاتفاق الثلاثي» بينهما وبين الوزير الراحل ايلي حبيقة فقد تقاسما وجع القبول بارادة الرئيس الراحل حافظ الاسد على قاعدة ان الاتفاق سيتم نسفه من الداخل المسيحي وهذا ما حصل، واذا كان الرئيس سعد الحريري القى حصوة في ركود المستنقع الرئاسي فان الكلمة الفصل في هذا المجال محلياً تعود الى موقف كل من بري وجنبلاط اللذين يجنحان وبقناعة تامة الى دعم وصول «الصديق المشترك» لهما الوزير جان عبيد الى بعبدا كون المرشح المسيحي القوى وفق قناعتهما هو الرجل الذي يستطيع تحريك ورشة الحوار السني – الشيعي كي لا يذهب المسيحيون والدروز «فرق عملة» في لعبة الاكثرية. فهل تغريدة القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري تجاه «حكيم وزراء الخارجية العرب» من باب التغريد للتغريد. ام انها تحمل ثورية مرمزة وفق فولكلور الرحابنة «سمى الديرة وسمي الحي ولولا شوي…»