Site icon IMLebanon

مجنون

مجنون

بينما كانت المعلومات المتوافرة تجمع على أنّ التهدئة هي عنوان المرحلة في العلاقات السلبية بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية عادت بيونغ يانغ أمس الى الاسطوانة التصعيدية وأعلنت أنّ الحرب بينها وبين واشنطن يمكن أن تنشب في أي لحظة.

فهل يعقل أن يكون العالم كله تقريباً مهدداً بالفناء لأنّ مجنوناً يحكم بلداً من بلدان هذه المعمورة بالحديد والنار؟!.

فالرئيس الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ اونغ الذي يبلغ من العمر 34 عاماً يثير الجدل ويعتبر غير طبيعي في القرارات التي تصدر عنه وتبلغ حدود اللامعقول، وهو وصل الى الحكم في العام 2011 خلفاً لوالده الذي، بدوره، خلف والده أي جدّ الرئيس الحالي… وبقي النهج ذاته في بلد شبه معزول عن العالم، مع فارق أنّ قرارات الحفيد تثير الكثير من التساؤل والاستغراب.

كان همّ هذا الحاكم، منذ البداية، أن يعزّز دخول بيونغ يانغ في السباق النووي بالرغم من اعتراض الدول الكبرى كافة بما فيها مَن كانت على خلاف حاد مع الولايات المتحدة الاميركية على كل شيء، فاتفقت معها على هذه النقطة، وأبرز هذه الدول الصين وروسيا.

ولكي تُعرف حقيقة هذا الرجل الغريب العجيب يفترض معرفة بعض »إنجازاته« المهمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر أنه أمر بتنفيذ الإعدام بوزير الدفاع في بلده لأنه غلبه النعاس في أحد المؤتمرات الصحافية… أمّا طريقة تنفيذ الإعدام فكانت أشد غرابة إذ أمر برميه بقذائف مدفع مضاد للطائرات في ختام أحد العروض العسكرية.

ومن ذلك أيضاً أنه أعدم عشيقته السابقة المطربة هيون سونغ وول.

وهو لا يعرف تاريخ ميلاده الحقيقي، ويلقب نفسه بـ”الزعيم العزيز” وويل لـمَن يفوته أن يعتمد هذا اللقب من كبار المسؤولين الكوريين الشماليين.

وبعد هذه النماذج من عقلية هذا الرجل لا يعود مستغرباً أن يصرّ على تحدّي الولايات المتحدة الأميركية يومياً ليس فقط بالتصريحات الاستفزازية بل كذلك بالتجارب الصاروخية البالستية عابرة للقارات التي يهدّد بتحميلها رؤوساً نووية وتوجيهها الى المدن الأميركية الكبرى والمهمة ويسمّي بالذات نيويورك وواشنطن وشيكاغو، ولا يتوانى عن ذكر البيت الأبيض مهدّداً بتدميره… فكان أن ردّ عليه الرئيس دونالد ترامب مهدّداً بـ”إزالة كوريا الشمالية من الوجود” وتحويلها الى خراب ودمار شامل…

وبادرت واشنطن، فعلاً، الى إجراء مناورات مع كوريا الجنوبية، كما بادرت الى نشر المنظومة الدفاعية الصاروخية… وأخذت تتعامل مع التهديدات الكورية الشمالية بجدية تامة.

باختصار يصحّ في كيم جونغ اونغ المثل الشعبي السائر: “مجنون رمى حجراً في البئر وألف عاقل ما قدروا شالوه”.

عوني الكعكي