قال رئيس النظام السوري المجرم بشار الأسد إنّ الحديث عن الإنتصار على الإرهاب في سوريا سابق لأوانه، مشيراً الى أنّ الإرهاب في بلاده لا ينحصر بتنظيم «داعش» وحده.
بداية «حلو التواضع» بادعاء الإنتصار… فهل يوجد إنسان في رأسه ربع عقل وليس نصف عقل ويتكلم عن انتصار في سوريا؟
عن أي انتصار يتحدّث بشار؟
عن الإنتصارات الروسية؟
عن الإنتصار على الشعب المسكين الأعزل المظلوم الذي بقي 6 أشهر يتحمّل جميع أنواع القتل بالصواريخ، بالدبابات، بالقذائف الحارقة، بالكيميائي، بالبراميل المتفجرة (…) فقط لأنه كان يقول:
يا بشار نريد التغيير
يا بشار نريد الديموقراطية
يا بشار نريد إطلاق الحريات
يا بشار نريد الانتخابات الديموقراطية الحرّة.
أمّا حديثه عن «داعش» فيهمّنا أن نذكره بأنّ هذا التنظيم هو صناعة بشار الأسد نفسه ونوري المالكي، هذه الجماعات الاسلامية المتطرّفة كانت في سجونه، وسجون العراق وأطلقت في اليوم ذاته ليقول للعالم إنّه يحارب الإرهاب بينما الحقيقة أنه كان يقتل شعبه وأهله من أجل كرسي الرئاسة.
ويحضرنا كيف أنّ الطفل عندما تهمه لعبة يتمسّك بها وكأنها آخر الدنيا… وهو هكذا يتمسّك بالكرسي.
يكفي هذا النظام مجيء الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين الى قاعدة حميميم… ولو كان هناك رئيس يحترم نفسه وشعبه وبلده لم يكن ليقبل بهذا التصرّف الذي يبدو وكأنّه حذفه من الصورة.
ويتهجّم على «مؤتمر جنيڤ»… والحقيقة لا جنيڤ ولا سوتشي ولا استانة ذات جدوى، ذلك أنّ العلّة ليست في المؤتمرات، إنما العلّة هي أنّ بشار لا يريد السلام لا من قريب ولا من بعيد، وهذه هي الحقيقة الصارخة.
ولم يتورّع بشار عن أن يشن حملة على الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية متهماً اياه بأنها تدعم «الإرهاب»… وهذا كلام يمكن أن يرتد عليه لألف سبب وسبب، وبألف دليل ودليل… ولكن فاته أنّه لولا تخاذل الولايات المتحدة في أيام باراك أوباما لكان سقط هو ونظامه وميليشياته من زمان… من قبل أن تتوافق واشنطن مع موسكو على ذلك الحل الغريب لمسألة استخدام النظام للسلاح الكيميائي ضد شعبه(…).
ولا يستغرب أي عاقل أن يعرب رئيس النظام عن استيائه لنتائج عملية جنيڤ مفضلاً المؤتمر المرتقب في مدينة سوتشي (الروسية)…
فمثل هذا الكلام الذي يصدر عنه هدفه من جهة سداد الفواتير لروسيا مقابل الحماية التي يوفرها له بوتين، ومن جهة ثانية يظن أنّ الوفد الذي يمثله يتعرّض الى ضغط أقل في سوتشي تحت الرعاية الروسية.
وبدعة البدع «اشتراطه» أن يكون دور الأمم المتحدة في مراقبة الانتخابات المستقبلية في سوريا «حيادياً ومرتبطاً بالسيادة السورية»… هذا إذا قبلت الأمم المتحدة أن تقوم بالإشراف المشار إليه…
فعلاً إنّها مسخرة ما بعدها مسخرة أن «يشترط» بشار على الأمم المتحدة، وأن يكون شرطه «حياد» الأمم المتحدة وهو الذي كان يفوز بـ99.99٪ في الانتخابات دليلاً «أكيداً» على حياده؟!. وأمّا الحديث عن السيادة السورية فالسؤال بشأنه بات يوجّه (مع الأسف الشديد) الى ما هبّ ودب من أنواع الميليشيات التي تعيث قتلاً وانتهاكات وفساداً في سوريا وهي متحالفة مع النظام! كي لا نسأل روسيا وإيران و»حزب الله»…
فعلاً الذين استحوا ماتوا.
عوني الكعكي