أجمل ما في الإنتخابات المقبلة الحيرة والغموض اللذان يكتنفانهما:
1 – ليس في مقدور أحد أن يحدّد سلفاً النتائج… أياً يكن هذا الأحد.
2 – ليس في إمكان أي طرف، كائناً من يكون، ومهما كان حضوره الإنتخابي قوياً، أن يحدّد حلفاءه، سلفاً، في مجلس النواب المقبل، بعد إختلاط الحابل التحالفي بنابل التصويت في صناديق الإقتراع.
3 – ليس في مقدور أي فريق (باستثناء قلة نادرة حتى الآن) أن يدعي أنه يخوض الإنتخابات على قاعدة المبادىء والقيم و«الاستراتيجية».
4- ليس في مقدور أي جهة أن تدّعي العفة… إلاّ مَن لم تشملهم المفاوضات الجديّة لتشكيل اللوائح.
5 – ليس في إمكان أي طرف أن يقول إن عروضاً بارزة قدّمت اليه وقد رفضها لأنها جاءت من طرف آخر لا يرى نفسه متعاوناً وإياه من منطلق خلاف عقائدي.
6 – ليس في متناول أي حزب أو تيار أن يدّعي أنه لم يفتح حواراً، مباشراً أو غير مباشر، مع أطراف هو على خلاف سياسي معها.
7 – ليس في إستطاعة أي تيار أو حزب أن يقول إنه لا يسعى الى ركوب الموجات الشعبوية من أجل تحسين وضعه الإنتخابي.
8 – ليس لأي فريق أن يزعم أنه لا يوافق نهاد المشنوق في ما قاله مراراً وتكراراً (في لقاء شعبي، ومن على شاشة التلفزة) أنّ صوتاً تفضيلياً واحداً يمكن أن يحدث الفرق.
9 – …واستطراداً ليس في قدرة أي فريق أن يزعم أنه لا يمارس ما قاله نهاد المشنوق أيضاً حول «قايين وهابيل». والمقصود هنا ليس إخوة الدم (علماً أن ترشحات عديدة كشفت هذا التهافت غير المسبوق على الترشح بين أشقاء وآباء وأبناء ضدّ بعضهم البعض… والأسماء معروفة)… نقول: ليست إخوّة الدم إنما الرفقة الحزبية والتكتلية… فكم من مرشح سعى لإبعاد زميله في الكتلة ورفيقه في الحزب الخ…
10- ليس في قدرة أي طرف أن يأمل بأنه سيشكل أكثرية في المجلس النيابي المقبل، حتى وإن تحالف مع «حلفائه الطبيعيين»، وتوضيحاً: لن يستطيع الثنائي الشيعي أن يشكل مع حلفائه المعهودين أكثرية نيابية. وفي المقابل لن يستطيع تيار المستقبل والتقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية (إذا ترجمت هذه الأطراف إئتلافها في دائرة الشوف – عاليه حلفاً نيابياً) لن تستطيع أن تشكل أكثرية في المجلس العتيد. وفي التقدير أن ميزان القوى العددي سيكون شبه متواز، الأمر الذي سيُعطي «القوة الثالثة» دوراً كبيراً في ما يعرف بـ «بيضة القبان» … وهو دور أدّاه وليد جنبلاط طويلاً (منذ 2008 حتى ما قبل أشهر قليلة)… من هي القوة الثالثة؟ وزير بارز في الحكومة يقول إنها ستكون ممثلة بالتيار الوطني الحرّ.
هل هذا الغموض بدعة؟
الجواب: بالتأكيد لا. إذ في منأى عن الثغرات في قانون الإنتخاب الجديد فإنه يُدخل لبنان جدياً في المفهوم الحقيقي للإنتخابات النيابية، عكس ما كانت الحال عليه في القوانين السابقة (الأكثرية) التي عرفها لبنان.