IMLebanon

الفضل والشكر لسعد الحريري في تحويل الثلاثاء الأسود إلى الأربعاء الأبيض

أشرف الإنتصارات وأندرها وأعزها، هي حين يُحقِّق المرء النصرَ من دون أن يكون له شيءٌ خاص من هذا النصر، بل يكون للآخرين.

هذا النوع من الإنتصارات هو الذي حقَّقه الرئيس الشاب الزعيم سعد الحريري في الأربعاء الأبيض:

حقَّق إنتصاراً للدولة اللبنانية ولسمعة لبنان من خلال أولوية التشريعات المالية التي تُبعِد لبنان عن لائحة الدول المارقة.

حقَّق إنتصاراً للمغتربين من خلال قانون إستعادة المغتربين لجنسيتهم اللبنانية.

حقَّق إنتصاراً للبلديات من خلال إستعادتها لأموالها.

حقَّق إنتصاراً للشعب اللبناني عموماً وللديمقراطية اللبنانية بعدم عقد أيِّ جلسةٍ تشريعية من دون أن يكون قانون الإنتخابات على جدول أعمالها.

في كلِّ هذه الإنتصارات، هل حقَّق الرئيس الحريري شيئاً لنفسه؟

هكذا، وبفضل هذه الشهامة، وبفضل الإرث الوطني للرئيس الشهيد رفيق الحريري، إنقلب المشهد في لبنان من الثلاثاء الأسود إلى الأربعاء الأبيض.

وهل يكون هذا الإنتصار غير أعز الإنتصارات وأشرفها وأندرها؟

إنها تسوية الرياض في دارة الرئيس الشاب:

انعقد ما يمكن تشبيهه بأنه مجلس وزراء مصغَّر، وما كان لمثل هذا الإجتماع أن ينعقد في بيروت لألف سبب وسبب، جاءت مشاركة لبنان في مؤتمر في الرياض وكأنَّ العناية الإلهية أرادت أن تتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، دارة الرئيس الحريري تحوَّلت إلى مقرٍّ لإنضاج التسوية، ولولا حكمته وحرصه على الإستقرار في البلد لَما كان بالإمكان التوصل إلى ما تمَّ التوصل إليه.

وبعد، هل يُسأل الرئيس الحريري عن موقفه؟

وبهذا المعنى أيضاً فإنه ليس بإمكان أحد أن يدَّعي أنَّ له فضلاً في إنجاز التسوية:

فهو الذي أنجز المشاركة شبه الجامعة في الجلسة التشريعية لإقرار المشاريع المالية التي تتعلق بمصلحة لبنان وعلاقته بالمجتمع الدولي، وبهذه المشاركة تكون الإيجابية قد تحقَّقت حيال المجتمع الدولي والتزم لبنان بالتشريعات الدولية المتصلة بمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال والتهريب الضريبي.

وبعد، أما وقد انتهى هذا القطوع الكبير، فماذا عن الملفات الأخرى التي كل واحدٍ منها هو قطوعٌ، في حدِّ ذاته؟

ماذا عن إنتخابات رئاسة الجمهورية؟

ماذا عن ملف النفايات المتراكمة؟

هذان الملفَّان لا يستطيعان الإنتظار أكثر، ألا يكفي عام ونصف عام على الشغور في موقع رئاسة الجمهورية؟

ألا تكفي أربعة أشهر على وجود النفايات على قارعة الطريق من دون أيِّ أمل بمعالجة جذرية ونافعة وسريعة؟

صحيح أنَّ بالإمكان تهنئة المغتربين أنَّه صار بإمكانهم استرداد جنسيتهم، لكن هذا الإنجاز لن يبدأ تطبيقه غداً لأنهم غير مستعجلين، أما الإستعجال فهو عند المقيمين الذين يختنقون من النفايات. المغتربون ليس عندهم أزمة نفايات، هم يعيشون في دول تحترم نفسها ولا تترك النفايات في الأرض أكثر من ساعات معدودة. العجلة هي المطلوبة عندنا لأنَّ الأوبئة عندنا والكوليرا عندنا.

وبعد، هل المطلوب أيضاً مجلس وزاري مصغَّر في الرياض في دارة الرئيس سعد الحريري لمعالجة معضلة النفايات؟