IMLebanon

الجريمة تولد الجريمة

الحادث الأمني الذي هز البلد أمس كان متوقعاً ليس فقط لأنّ السفارات وجهت غير انذار الى رعاياها تحذرهم… وفي العودة الى تصريحات عديدة لوزير الداخلية نهاد المشنوق محذراً باستمرار من أنه بين فترة وأخرى هناك مخططات لـ»داعش».

وبالرغم من تقاطع المعلومات بين مخابرات الجيش و»المعلومات« الذين يحققون إنجازات تاريخية… فالمشكلة الحقيقية هي في «حزب الله» الذي ماذا نتوقع من ردود فعل لانخراطه في الحرب السورية؟

كيف يمكن لـ«حزب الله» الذي يشارك في قتل السوريين؟، وماذا ننتظر من السوريين أن يكون رد فعلهم؟

لو استرجعنا بداية الثورة السورية نجد أنها استمرت ستة أشهر سلمية من دون إطلاق رصاصة واحدة، والناس يطالبون بالحرية والديموقراطية، بينما كان بشار الأسد وميليشياته الطائفية تضرب المتظاهرين السلميين بالحديد والنار والمدافع والدبابات وراجمات الصواريخ والهاونات…

من هنا نشأت «داعش»، التطرّف الديني لم يأتِ من عبث بل جاء نتيجة اشتراك «حزب الله» في الجريمة الكبرى ألا وهي ذبح الشعب السوري.

كنا نظن أنّ عشرة انفجارات بين الضاحية وبئر حسن ومقر السفارة الايرانية، هي بمثابة رسالة يمكن أن يفهمها «حزب الله»، وبدلاً من أن يتذرّع بالدفاع عن المقامات الدينية بداية مقر السيّدة زينب (ونذكرهم بأنّ السيدة زينب هي لكل المسلمين وليست حكراً على فريق منهم)… راح يوسّع انخراطه بذريعة الدفاع عن سوريا، وهكذا فإنّ «داعش» التي ولدت من المتطرفين الذين كانوا يقبعون في السجون السورية وسجون نوري المالكي في العراق… ذلك كله حوّل الثورة التي بدأت سلمية الى صراع سنّي – شيعي.

من الطبيعي عندما يتجوّل قاسم سليماني بين العراق وسوريا ويقود الحروب المذهبية في المنطقة العربية أن تستعر الفتنة وما يترتب عليها من نمو التطرّف الذي يستدرج الارهاب.

وفي لبنان أجمعت القيادات كلها على أن تدخّل «حزب الله» في سوريا هو الذي يستجر العمليات الارهابية والتفجيرات التي شاهدناها.

نعود الى أنّ سماحة السيّد قالها بالفم المليان إنّ أموالهم وسلاحهم تأتي من إيران، يعني بدلاً من أن يسعى سماحته الى حماية لبنان واللبنانيين فيسحب قواته من سوريا، يلجأ في كل خطاب الى التعهّد بإرسال المزيد من القوات والسلاح واستطراداً المزيد من قتل الشعب السوري، وكنا في السيدة زينب فأصبحنا في سوريا كلها، واليوم أصبحت أم المعارك حلب.

بالله عليك يا سيّد ماذا تفعل في حلب؟ وهل أصبحت إسرائيل في حلب؟ وأين أصبح ادعاؤكم بأنّ المقاومة وُجدت لتقاتل إسرائيل وتدافع عن لبنان؟

هل حلب أصبحت فلسطين المحتلة؟ والسلاح الذي تحمله حصلت على رخصة من اللبنانيين بأنه للدفاع عن لبنان وشعبه؟!

فبالله عليك ماذا تفعل في حلب، وفي سوريا عموماً؟!.

فارحم اللبنانيين وارحم لبنان، إذا كنت حريصاً على هذا الوطن وشعبه، وبكل بساطة: انسحب من سوريا…

ويكفي مقتل أكثر من 2000 شاب لبناني قضوا في سوريا بدلاً من أن يستشهدوا في مواجهة إسرائيل.

عوني الكعكي