Site icon IMLebanon

جريمة البرج تعيد الحرارة بين «حزب الله» و«حماس»

من الواضح ان احد الاهداف الاساسية لتفجيرَي برج البراجنة كان إحداث فتنة بين ابناء الضاحية الجنوبية والفلسطينيين، لا سيما مع ابناء مخيم البرج، ولم تكن مسارعة تنظيم «داعش» الى نشر اسمَي فلسطينيين غير صحيحَين من ضمن المجموعة الانتحارية التي تولت التفجيرين، سوى في إطار هدفه بالفتنة.

لكن بعكس ما اراده «داعش»، فان هذين التفجيرَين أعادا الحرارة الى كل خطوط التواصل بين القيادات اللبنانية والفلسطينية، لا سيما بين حركة «حماس» و «حزب الله» بعد ان مرت العلاقة بين الطرفَين في الاشهر الاخيرة بحالة من الجمود، كما تؤكد مصادر مطلعة على ملف العلاقة بين الطرفَين.

فقد سارع رئيس المكتب السياسي في «حماس» خالد مشعل ونائبه اسماعيل هنية، الى الاتصال بالامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله لتقديم واجب العزاء بشهداء تفجيرَي البرج. كما عمدت القيادات الفلسطينية الى كشف المعلومات الحقيقية بشأن اسماء الفلسطينيَّين اللذَين ادعت «داعش» أنهما شاركا في التفجيرَين، وأبدت تعاونا كاملا مع الاجهزة الامنية اللبنانية لكشف كل المعلومات حول التفجيرَين.

وكانت ردود الفعل المستنكرة للتفجيرين من قبل كل القيادات والحركات الفلسطينية وابناء مخيم البرج عاملا مهما في استيعاب اية محاولات من اجل اثارة الفتنة.

وشكلت برقية التعزية التي ارسلتها قيادة «كتائب الشهيد عز الدين القسام» الى نصر الله حول التفجيرين رسالة قوية لتأكيد العلاقة بين الطرفين. واعتبرت البرقية ان «الحدث الأخير» جاء «بمثابة تجديد إعلان الثبات على درب مشروع الجهاد والولاء للمقاومة في عرس يوم الشهيد». كما اعتبرت انه شكل مجدداً «دعوة للعقلاء للنظر والتدقيق في أسباب النشوء الأولى لهذا الطاعون الأسود ـ خوارج العصر الحديث».

وتوضح المصادر المواكبة للعلاقة بين «حزب الله» و «حركة حماس»، ان هذه العلاقة كانت قد مرت بحالة من الجمود والبرودة منذ شهر رمضان الماضي بسبب بعض التصريحات التي نسبت لعضو المكتب السياسي في الحركة الدكتور موسى ابو مرزوق والتي انتقد فيها سياسات ايران و «حزب الله» بشأن الملف الفلسطيني والاوضاع في المنطقة. وقد جرت محاولات عديدة في الشهرين الماضيين لمعالجة حالة الجفاء، لكن يبدو ان تفجيري البرج ساهما في معالجة هذه البرودة وذلك من خلال حجم الاتصالات واللقاءات التي جرت بين الفريقين في الايام القليلة الماضية، ومن خلال التعاطف القوي بين الشعب الفلسطيني من جهة وابناء الضاحية الجوبية و «حزب الله» من جهة اخرى.

وتخلص المصادر الى انه بذلك يكون تفجيرا برج البراجنة قد حققا نتائج عكسية بدل ان يؤديا الى الفتنة بين الفلسطينيين وابناء الضاحية الجنوبية، اذ انهما اعادا الحرارة القوية للعلاقة بين «حماس» و «حزب الله» وايران.