Site icon IMLebanon

الجرائم التي استهدفت السعودية؟!

بدت الاعتداءات المجرمة التي ضربت السعودية وكأنها بداية لما فيه تحييد للارهاب المنقطع النظير الذي يتطلب ادانة واضحة لكل ما من شأنه ان يلحق الاذى بالمملكة الصرح العربي الكبير الذي يقف الى جانب الحق في العالمين العربي والاسلامي، من غير ان يعني ذلك ان ارهاب داعش وغيره قادر على تغيير سياسة المملكة وقيادتها الحكيمة التي تؤمن بالله وتعمل بتعاليمه الصحيحة.

ان لبنان من باب الوفاء والعرفان بالجميل لا يسعه الا ان يتضامن  مع المملكة ويقف الى جانبها وهي من كانت الى جانبه في كل المحن والظروف الصعبة  التي عصفت بلبنان، معتبرا التفجيرات الارهابية تأكيدا على ان الارهاب لا طائفة ولا دين له والدين الاسلامي الحنيف براء من هذه الاعمال التي تطاول الابرياء خصوصا محاولة استهداف الحرم النبوي الشريف، وهي غير مسبوقة تضاف الى جرائم الفئة الضالة والمجرمة، اذ لم يعد جائزا ولا مقبولا من اي حاكم او قيادي او مسؤول عربي او اسلامي ان يتقاعس ان يتساهل بالنسبة الى التنديد بالمحنة التي طاولت السعودية.

ومن واجب العرب والمسلمين والعالم قاطبة التنديد بجرائم التفجير التي ضربت السعودية في مناطق مقدسة وحساسة، طالما كان لها تأثير ايجابي في مجريات الايمان بالاسلام ورسالته، اضف الى ذلك انه لم يعد مقبولا القول ان من فجر نفسه قريبا كان ام غريبا قد سعى الى افهام العالم ان سياسة المملكة العربية السعودية موظفة في غير الاماكن التي تصب في مصلحة الاسلام والمسلمين بدليل الاجماع على القول ان ما اصاب السعودية قد ترك اثره السلبي في طول العالم العربي والاسلامي ومن  غير المقبول النظرة اليه وكأنه نتيجة حال سياسية تعاني منها المنطقة لان الارهاب واحد مهما اختلفت استهدافاته في اي بقعة من العالم (…)

وتجدر الاشارة في هذا المجال الى ان السعودية لم تترك مجالا لمساعدة الشقيق والصديق ولم توفر اي عمل ايجابي في المحيط العربي كرسالة ايمان ومحبة وظفتها في غير مكان وفي مختلف الازمنة التي كانت فيها سباقة في المساعدة ومد يد العون من غير حاجة الى دلالة سياسية جسدت الرسالة الاسلامية التي عنت الجميع بلا استثناء، خصوصا بالنسبة الى لبنان الذي كانت دائما وابدا الى جانبه كشقيق وصديق!

المهم بالنسبة الى الاجرام الارهابي الذي ضرب السعودية في الصميم، ان لا يقال عنه انه رد فعل طبيعي للحال السائدة في كل من سوريا والعراق واليمن والبحرين، فضلا عن كل ما يقال عن جرائم واعتداءات القصد منها ان لا تكون المملكة العربية السعودية مرتاحة الى وضعها الداخلي مع العلم ايضا ان الارهاب المتنقل قد ضرب عدة مناطق في العالم ولم يوفر دولة عربية او اجنبية بعدما اثبتت التجارب ان اهدافه  غير مقتصرة  على مكان في العالم.

وما هو اكثر اهمية من كل ما تقدم هو ان يفهم العالم المتحضر ان ما اصاب السعودية ليس جرما عاديا  في الايام الاخيرة من شهر رمضان وفي اماكن مشهودة بقدسيتها بل ان ينظر اليه وكأنه حال طبيعية للفلتان الامني المغاير لكل الاصول والمفاهيم الدينية والدنيوية لاسيما عندما يقال ان اوباش داعش خططوا طويلا لاحداث ضربة امنية ناجحة في السعودية، وقد نجحوا في ذلك من غير ان يعني الحدث نهاية مطاف لاعمال مجرمة مماثلة لا بد وان ينتظرها العالم من جماعات فقدت اصول التعاطي السياسي والانساني في مجال تجسيد جرائمها (…)