يقول مرجع نيابي سابق، إن البلاد تنام على أزمات، وتفيق على انفراجات.
ولا أحد يدري أسباب التباينات والمحاذير الناتجة عنها، لكن علينا أن نشكر الله – يتابع المرجع – أن لبنان يستعيد آماله والانفراجات، ربما، لأن هناك قناعة بأن هذا البلد تعوم على وجهه الخلافات، لكنها تزول في اليوم التالي.
أمس، كان عدد من النواب في المجلس النيابي، والحكومة مجتمعة في السراي الكبير.
والناس، يستبد بهم الخوف على مصير البلد، في خضم زحمة الردود السلبية، على بعض الشؤون الداخلية، ذات الامتدادات العربية.
إلا أن جلسة مجلس الوزراء انتهت على خير، وتبين أن الحكومة ماضية في الإعداد لرحلة عربية، بغية بلسمة بعض الجراح العربية. والحقيقة أن الدول الشقيقة أكثر حرصاً على لبنان، من بعض مَن يفوتهم في الداخل، الحرص على ثروة العلائق الممتازة مع المحيط القريب والبعيد.
ولبنان يملك، والملك لله وحده، ثروة من المحبة والتقدير لدى هذا المحيط، وهي لا تقدر بثمن.
كان الوزير السابق ادوار نون، يقول أمام حفنة من أصدقائه، إن علاقات لبنان العربية، هي ينابيع النفط التي تجعله يعوم على بحار من البحبوحة والخير، وإن الإمعان في تقدير ذلك، هي الثروة الموازية لآبار النفط والغاز عند سواه!
والحمد لله أن لبنان يتجه الى الكشف عن هذه الآبار في أراضيه، لكن الطمع بها، قبل اكتشافها هي مكمن الخطورة.
***
انتهت جلسة مجلس الوزراء، وطلعت مخصصة ل الزبالة، وكأنَّ البلد لا ينقصه الا معالجة أوضاع الزبالة التي تملأ ساحاته وأماكنه.
يعود اللبنانيون الى قراءة ما حدث قبل نصف قرن، في سياق تنفيذ القوانين.
والمفاجأة المذهلة أن السلطة، كانت في حوزتها عشرات القوانين الحافظة للنظام العام، لكنها كانت تلجأ الى أسباب تافهة للمساءلة والمحاسبة، وتهمل ما لديها من قوانين سليمة، لو نفذتها وطبقتها، لكان هذا البلد وطناً يُحتذى في السلامة العامة.
ربما، لا أحد يقرأ ما صدر من قوانين مغايرة لما سبق وصدر سابقاً، ولا يكلف نفسه عناء إنصاف الناس، لكن، عنده الوقت الكافي للاقتصاص من المواطنين.
وبين النعمة في الانصاف، ورداءة الاقتصاص، يُهدر منطق الدولة وتسود النقمة على الدويلة.
ولبنان موبوء بأمراض عقيمة، أبرزها ظهور غلمان السياسة محل رجالاتها، وهذه كارثة سياسية ينبغي التخلص منها بسرعة، والعودة الى الأصالة عند الرجال، وحتى القوانين والدساتير. –